صعوبات كبيرة امام الحكومة المعنية بتقديم جميع التسهيلات للهيئة المستقة للانتخاب لانجاح الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في شهر ايلول القادم لتحفيز المواطن للمشاركة بالانتخابات كما ان الهيئة ليست ببعيدة عن هذه التحديات.
ففي ظل الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن الاردني وما يراه على شاشات التلفزة كل يوم لا بل كل ساعة من شلالات دماء عربية ضحاياها من الاطفال والنساء ،وما ترتب على ذلك من اوضاع نفسية واجتماعية انعكست على سلوكاياته ومنهجياته اليومية لا بل شكلت حالة من الذهول والتوهان، اضافة الى مستوى الاحباط الذي تولد لدى المواطن بعدم جدوى مجلس النواب الذي لم يستطع ان يرتقي الى الحد الادنى من مستوى الطموحات والتطلعات التي يتطلع اليها مواطننا، كل ذلك دفع بالمواطن لعدم الاهتمام بموضوع الانتخابات.
فلم يستطع المجلس انجاز أي تشريع او عمل يساهم في تخفيف حالة الاحتقان الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والتربوي بل كان على مدار سني عمره الاربع مساندا الى معظم القرارات الحكومية التي اثقلت كاهله كما ان الجلسات الرقابية كانت تطغى عليها المصالح الشخصية.
ولعل اكبر دليل على عدم اهتمام المواطن بمجلس النواب مدى الفرحة العارمة التي انتابت المواطنين برحيل المجلس النيابي وهذا يعكس مدى الاستياء الموجود.
لذلك نقول بان امام الجهات المعنية من هيئة انتخاب وحكومة مهمة صعبة في اقناع المواطن للاقبال على المشاركة في الانتخاب وهنا نقصد الاقتراع لان المترشحين سيكونون كثر، فلكل منهم مصالحه وتطلعاته المستقبلية .
فشعارات « شارك في صناعة القرار « او» صناعة مستقبلك» او غيرها من الشعارات لم تعد تجدي نفعا وخير دليل على ذلك بان موضوع الاهتمام والتحضير للانتخابات لم يصل الى درجة الطموح خاصة وانه تفصلنا عن عملية الاقتراع اقل من اربعة اشهر .
وبعيدا عن النخب السياسية التي اعلنت جميع الاحزاب الاردنية من يسارية او وسطية مشاركتها في الانتخابات النيابية باستثناء حزب جبهة العمل الاسلامي الذي يميل الى اعلان المشاركة حسب التوقعات ، فان الحراك الانتخابي ما زال دون المأمول حتى في صفوف القرى والعشائر الاردنية التي عودتنا على زخم الحركة والتحضير للانتخابات .
لذلك فان امام الجهات المعنية طريق شاق وطويل نحو تغيير فكرة المواطن وهذا يتطلب وضع خطة عملية واقعية قابلة للتنفيذ لا خطط مكررة لا تنسجم مع الواقع الذي نعيشه فالاوضاع في عام 2013 او 2012 ليست هي كما عليه الان فالاوضاع ازدادت سوءا في الدول المجاوة كما ان الاوضاع المعيشية برمتها ساءت ايضا .
نحن بحاجة الى تغيير المزاج العام اولا وخلق اجواء مناسبة للحوار والمخاطبة لقبول الحوار الذي فقد الامل منه منذ فترة طويلة،اي المطلوب ان نبدأ من ما قبل الصفر وليس الصفر حتى والبعد عن الاساليب والطرق التقليدية بالاعتماد على اللافتات وغيرها .
المطلوب وضع ارضية من خلال التوافق على المستوى النفسي للمواطن والانطلاق منه لا ان نعيد نفس العبارات وكاننا امام ناس مستعدين نفسيا واجتماعا وسلوكيا للمشاركة في الانتخابات ،» وهنا نركز على نفسيا « .
ان العملية شاقة وبحاجة الى دراسة والتعامل مع المستويات النفسبة والاجتماعية لدى المواطن لنضمن مشاركة حقيقية منه نابعة من قناعته الاكيدة، كما ان التهيئة الصحيحة تجعل منه اكثر قدرة على اختيار المرشح او القائمة التي تخدمه وتخدم الوطن من خلال التركيز في البرنامج الانتخابي وملاءمته للواقع ،وان يكون اختياره مدروسا وصحيحا بعيدا عن التأثيرات الجانبية اذا كنا نريد مصلحة الوطن .
فالمهم ان نحفز على المشاركة الحقيقية البعيدة عن الجهوية او الفزعة دون ترو لان ذلك سينعكس على الية الانتخاب والاختيار وبالتالي الاختيار الخطا والذي سيكون الخاسر الوحيد هو الوطن .

فنحن بامس الحاجة الى مجلس قادر على قراءة الواقع ويساهم بالارتقاء بمستوى المعيشة للمواطن يدرك مدى الاخطار والتحديات ويعمل على تجاوزها ما يساهم في عبورنا الى بر الامان.

الدستور