كلما دق الكوز بالجرة تتجه الانظار الى القضية الفلسطينية حتى مللنا الكوز والجرة واصبحنا نشرب من الزجاجات البلاستيكية نتيجة الاحباط والمرارة التي اصابتنا من صلف اسرائيل ونفاق العالم ومن مبادرات هزيلة جل غرضها ذر الرماد في العيون وتسجيل مواقف بالاجرة لعرض الافلام الهندية فيها.
الجدير ذكره ان عشرات المبادرات وئدت في مهدها نتيجة التأييد المطلق للكيان الصهيوني المغتصب عالميا ومحليا ونتيجة ان هذه المبادرات غير صادقة سياسيا وانما هي عبارة عن تحريك الماء الراكد والتذكير بان هناك مشكلة في هذه المنطقة, لان مطلقي هذه المبادرات يعلمون ان الحل ليس بايديهم وانما بيد عراب العالم (امريكا) وبمباركة اسرائيلية ولذلك هذه المبادرات كالنفخ في قربة مقطوعة تهر منها مياه الجرة والكوز معا, او القصد من هذه المبادرات افراغ القضية من مضون حقوقها الاصلية لاستبدالها بحقوق واهنة ترضي الطرف الاخر, والتي تذكرني بجدتي عندما كانت تطبخ لنا المحشي وتكور حبة الباذنجان لتخرج اللب الطبيعي منها لتستبدله بحشوة تعجب الذواقين وترضيهم.
منذ عام 1967 اصدرت الامم المتجدة والشرعية الدولية عدة قرارات تطلب من اسرائيل الانسحاب من الاراضي الفلسطينية التي احتلتها في ذلك الوقت وحتى هذا التاريخ لم تنصاع اسرائيل لتلك القرارات وكأن لها اذن من طين واخرى من اسمنت, والذي كانت تطالب به هذه القرارات ارجاع 22% من الاراضي الفلسطينية المحتلة, ومنذ عام 1967 وحتى اليوم قامت اسرائيل بمصادرة 12% من اراضي الضفة والقطاع وزرعت يها ما يقارب 400 مستوطنة واسكنت فيها ما يقارب 180 الف مستوطن جاءت بهم من شتى بقاع الارض فلم يبق من الاراضي الفلسطينة القابلة للتفاوض واقامة الدولة عليها سوى 10% ولا اعتقد ان احدا من القيادة الفلسطينية او من الشعب الفلسطيني يقبل بهذا الظلم . وبذلك لم تأت المبادرة الفرنسية بحلول مختلفة عن سابقاتها والتي اشبعت بحثا وقتلا, عدا ان من اهم بنودها الاعلان صراحة على التمسك بالرؤيا الامريكية في طرح الحلول النهائية, وشكرا لك يا فرنسا (وكأنك يا ابو زيد ما غزيت).