النواب الالمان يصوتون للاعتراف بابادة الارمن رغم ضغوط انقرة
02-06-2016 03:34 PM
عمون -(أ ف ب) - يصوت النواب الالمان الخميس على قرار يعترف بابادة الارمن وهو ما تعترض عليه انقرة الشريك الاساسي والصعب في ازمة الهجرة في اوروبا.
وقبل ساعات على التصويت اعتبر رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم ان مبادرة مجلس النواب الالماني تشكل "اختبارا فعليا للصداقة" بين المانيا وتركيا.
ودعت ارمينيا من جهتها النواب الى عدم "الخضوع للضغوط" قبل التصويت على النص الذي يحمل عنوان "احياء ذكرى ابادة الارمن واقليات مسيحية اخرى قبل 101 عام".
وفرص تبني النص كبيرة جدا اذ تقف وراءه كتل الاكثرية البرلمانية اي محافظو تكتل الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد الاجتماعي الديموقراطي والحزب الاشتراكي الديموقراطي اضافة الى حزب الخضر المعارض.
وفي هذا النص الذي اطلعت وكالة فرانس برس عليه، تندد الغرفة السفلى في البرلمان الالماني (بوندستاغ) ب"ما قامت به آنذاك حكومة تركيا الفتاة والى ابادة شبه تامة للارمن".
كما يندد النص ب"الدور المؤسف للرايخ الالماني الذي لم يفعل شيئا لوقف هذه الجريمة ضد الانسانية (...) بصفته الحليف الرئيسي للدولة العثمانية".
وهناك مخاوف من ان يؤدي الاعتراف بالابادة الى تصعيد التوتر في العلاقات مع انقرة خصوصا في ما يتعلق بتطبيق الاتفاق المثير للجدل بين الاتحاد الاوروبي وتركيا لخفض اعداد المهاجرين القادمين الى اوروبا والذي هدد الرئيس التركي احمد رجب اردوغان بعرقلته ما لم يتم اعفاء المواطنين الاتراك من تاشيرات دخول الى منطقة شنغن.
- فخ -
الثلاثاء، اتصل اردوغان بالمستشارة الالمانية انغيلا ميركل للتعبير عن "قلقه" والتشديد على ان هذا "الفخ" يمكن ان يؤدي الى "تدهور مجمل العلاقات مع المانيا". الاربعاء، اعتبر رئيس الحكومة التركية ان التصويت "لا قيمة له".
من جهتها، اعلنت المتحدثة باسم الحكومة الالمانية كريستيان فيرتز ان ميركل لن تشارك في التصويت بسبب انشغالها الا انها ايدت النص خلال تصويت اولي الثلاثاء لكتلة المحافظين في البرلمان.
ومشروع القرار حول ابادة الارمن يتحفظ عنه حتى بعض المسؤولين الالمان، على غرار وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير الذي قال المتحدث باسمه انه "يامل" الا يؤدي الى "تازيم العلاقات لفترة طويلة مع تركيا".
وفي المقابل اكد زعيم الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الديموقراطي فولكر كودر الخميس للتلفزيون الالماني العام ان التصويت لا يعني "وضع تركيا في قفص الاتهام" وانما تشجيع المصالحة "عبر تسمية الامور باسمائها".
وكان الرئيس الارميني سيرج سركيسيان اعرب عن الامل في الا "يخضع النواب الالمان للضغوط" التي تمارسها تركيا عند تصويتهم الخميس لصالح الاعتراف بابادة الارمن، وذلك في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الالمانية.
وصرح سركيسيان "لن يكون من العدل عدم تسمية ابادة الارمن بانها ابادة لمجرد تجنب اثارة غضب رئيس دولة اخرى"، في اشارة الى اردوغان.
وتابع ان الاتفاق حول الهجرة ضعيف و"سيكون من الصعب تطبيقه على المدى البعيد مع شريك مثل تركيا".
ويؤكد الارمن ان 1,5 مليون ارمني قتلوا بطريقة منظمة قبيل انهيار السلطنة العثمانية فيما اقر عدد من المؤرخين في اكثر من عشرين دولة بينها فرنسا وايطاليا وروسيا بوقوع ابادة.
وتقول تركيا ان هؤلاء القتلى سقطوا خلال حرب اهلية ترافقت مع مجاعة وادت الى مقتل ما بين 300 الف و500 الف ارمني فضلا عن عدد مماثل من الاتراك حين كانت القوات العثمانية وروسيا تتنازعان السيطرة على الاناضول