حكومة الصدفة الاردنية و معالي الوزير احمد زكي
د.عبدالفتاح طوقان
01-06-2016 11:14 PM
حكومة آردنية ضعيفة و مخيبة للامال،تلك التي شكلها الدكتور هاني الملقي رغم ذكائه و حنكته ، و التي يقال انها فرضت عليه ، و اشك في تلك الفرضية ، و جائت اغلبها لترضية وزراء سابقين عن طريق تعيين ابنائهم او ازواج بناتهم عملا بالمثل “ آخد ابن عمي وأتغطى بكمي” ، ليشعر رئيس الحكومة بالراحه و الدعم و الاطمئنان دون معارضتهم لوزارته و ان يبقي وزرآئه طوع يده.
الغريب و الاغرب ان الحكومة برئيسها ووزرائها مشوبة بالتسآولات ، لانها متهمة بتكرار نفس النهج الذي افشل حكومات سابقة في الاختيارات و المحسوبيات و ادي الي ارتفاع مستوي المديونية .
ثم التسآول الطبيعي ، اذا كان شخصا ناجحا في في وزارته او في سلطة اقليم العقبة ، فلماذا يتحول الي رئيس وزراء ؟ و تفقد الوزارات النجاحات؟ و ما الضمان علي انه ناجح في ادارة الحكومة كما هو في السلطة او غيرها مثلا ؟
ايضا علامات استفهام سياسية ، علي ماذا تم اختيارالشخصيات في الحكومة ؟
الجمل و النخلة و قبر والد السادات
عموما بالغوا و قالوا ان الحكومة ستكون مختلفة وحسب توجهات الملك و رغباته التي لم ير الشعب في تشكيلها اي من الرغبات الملكية ، بل اتت مماثلة لاي وزارة سابقة ملها الشعب ، و لكن الايام في الحكومات مثل الجمل ، “قالوا:الجمل طلع النخلة.قلنا:آدي الجمل وآدي النخلة”.
ليس معنيا باختيار الوزراء و اداء القسم ان الاختيار كان صحيحا او القرار ناجحا.
ثم زيارة رئيس الحكومة الاردنية لقبر والده فور اداء القسم ، و الذي تولي منصب رئيس الحكومة في الخمسينيات يذكرنا يموقف الرئيس السادات عندما زار قبر والده فور ان تولي منصب رئيس جمهورية مصر العربية و تناقلها الشعب المصري بالنكات ، منهم من قال ان السادات لم يكن مصدقا انه اصبح رئيسا للجمهورية و منهم من قال ان والد السادات له وصيه لابنه الذي كان يراه فاشلا فقال له :” لو نجحت يوما ابقي قابلني".
و ايضا الخيارات للوزراء ، يبدو انها المحت للمحللين ان الاردن سيعيش حكومة “احمد زكي “ هذا الفنان الرائع و فيمله “معالي الوزير “ و الذي اقسم فيه يمين الحكومة عندما عين بالخطأ وزيرا :” اقسم بالله العظيم ان احترم هذه الصدفة ، و ان احترم هذه الغلطة و احسن استغلالها ، و ان اعمل علي سلامتي و سلامه منصبي، و ان ابذل قصاري جهدي لخدمة هذا الشعب ، الشعب المكافح!!! “. و كان القصد من استخدام الشعب المكافح للدلاله علي ان الشعب كافح و تحمل الكثير من اخطآء الحكومات و لا حول له و لا قوة.
في فيلم “ معالي الوزير “ تم اختيار الفنان احمد زكي (رأفت رستم ) كى يكون وزيرًا عن طريق الخطأ لتشابه اسمه مع اسم شخص آخر، و وينجح فى البقاء فى منصبه فترة طويلة، وخلالها تصيبه الكوابيس بأنه تم القبض عليه، وأن أسرته تسعى إلى التخلص منه، كما يحلم أنه فقد صوته، . يطلب من مدير مكتبه (عطية) أن يرافقه فى إجازة فى الساحل الشمالى ليتخلص من هذه الكوابيس. و في الحكومة الاردنية التي شلكها دولة الدكتور هاني الملقي كثير من “عطية “.
الكوابيس في الحكومة الاردنية الاقتصاد و الفقر و الانتخابات و الاستثمارات..
و ايضا في حكومة الدكتور هاني الملقي المشكله كوابيس ، عهد بها الي وزرآء من حكومات سابقة اكل الدهر عليهم و شرب، عملا بالمثل “ القفة اللي ليها ودنين يشيلوها اتنين” و اقصد الداخلية و الاقتصاد الوطني، و كلا الوزاريتين كوابيس كبيرة.
الكابوس الاول هو كيف سيتم الخروج من ثلاثين مليار دين “مدني” فعلا لا تنظيرا و كم هي المدة المطلوبة و الخطة و مؤشرات الاداء علي قدرة التنفيذ ؟.
و الكابوس الثاني هو التعامل مع انتخابات نزيهه و شفافة و ديمقراطية بمشاركة جميع الاطياف والقوي السياسية ، لذا عهد الي خبير في الانتخابات و دهاليزها و قوانينها و نتائجها اللوغاريتمية المسبقة لضمان افتراضي بمجلس مؤيد للحكومة في حالة اعادة تكليفها ، هو قابل للشك و غير مؤكد.
المهتمان من اصعب المهام .
البعض يري ان الحكومة غير مؤهله بتركيباتها لآي شيء ، باستثناء بعض من الوزراء علي استحياء، و انما هي استنساخ لنهج الترضية و التسكين و حقن المورفين، و ان اهداف البلد و اهداف الملك النبيلة ليست في الحسبان..
حكومة الملقي كان لها الخيار و الفرصة للتغيير و العمل الجاد و ان تكون مثلا يحتذي ، مثل وزاره ابيه التي وضع فيها تعديلات علي الدستور وادت الي اعتراضات لانها وقفت ضد نظم و تشريع حرية الاحزاب ، و لكنها اختارت ان تكون مثل رجب علي سطح صفيح ساخن ، مع الاعتذار من الفنان الزعيم “ا عادل امام”،و اختار رئيسها ان “يعيش في جلباب ابيه ، و مسلسل مآمون و شركاه لعادل امام في رمضان الحالي ، هنالك فرق.
نتمني لحكومة الدكتور هاني الملقي التوفيق رغم توقعاتي انها ستواجه باحمد زكي و فيلمه الرائع “ ضد الحكومة “.
aftoukan@hotmail.com