بعد أن استأذنت صديقي في المكتب بالمغادرة لقضاء أمر خاص هممت بالتحرك بسيارتي المركونة في الموقف المجاور لمكتبنا وإذ بأحد الأشخاص يصدم سيارة صاحبي ويكسر ضوئها الأمامي أثناء محاولته الخروج بسيارته من نفس الموقف ، إلتفت يمنة ويسرة ليرى إن كان أحدا ما قد كشف أمره فوجدني في سيارتي شاهدا على ما حصل ، نزل من سيارته ورمقني بابتسامة عريضة ، أخرج من جيبه قلما وورقة صغيرة تخيلت أنه كتب عليها عنوانه ورقم هاتفه ثم وضعها على الزجاج الأمامي لسيارة صديقي المتضرره ومضى إلى سيارته مكررا ابتسامته السابقة ، أكبرت فيه دون سابق معرفة هذا التهذيب الجم ولعنت الشيطان الذي وسوس لي بأن أعترضه أو على الأقل أن أسجل رقم سيارته تحسبا لخروجه من الموقف هربا من المسؤولية عما سبب من أضرار.
عدت للمكتب وأخبرت صديقي بما حصل مطمئنا إياه بأن أضرار سيارته بسيطة وأن الرجل الذي تسبب في ذلك عن غير قصد قد ترك لك ملاحظة ستجدها على سيارتك لتتمكن من الإتصال به إن قررت ذلك . أجابني صديقي بجملته الشهيرة ( مش بقلك دايما لسه الدنيا بخير لا تظل تسيء الظن ) قال ذلك وهو يتجه نحو الباب قاصدا النزول للموقف لتفحص سيارته لولا أن دخل علينا أحد المعارف لننشغل معا بحديث الساعة عن غلاء الأسعار وضرورة تغيير بعض العادات تجنبا للإسراف وهدر الأموال إلى أن وصلنا موضوع المحروقات فاتفقنا على أن الحكومة أفلحت بتحديد الأسعار شهريا ليضيف أحدنا مازحا بأن ارتفاع أسعار البنزين عندنا كان له من الآثار الإيجابية ما يفوق كل الضرر على الجيوب حيث اختفت أزمة السير وقلت الحوادث نتيجة التقليل من استخدام السيارات الخاصة مما قلل أيضا الأضرار البيئية الناجمة عن عوادم السيارات لكنه أضاف بأن هذه النعمة لن تدوم حيث أن الأسعار العالمية للبترول بدأت بالإنخفاض وأن وزير الطاقة صرح بأنه سيتم تخفيض سعر البنزين في حال انخفض سعر البترول . نسيت جملة صاحبي وأسأت الظن مرة أخرى عندما عاودني الشيطان ليوسوس لي بأن الحكومة ستستجيب لأسعار البترول في حال الصعود فقط أما في حال التنزيل فالأعذار جاهزة أولها أننا تعاقدنا على الشراء قبل انخفاض السعر وفي أحسن الأحوال ( رايحة تقرط نص الفرقية )، خزيت الشيطان وقلت في نفسي لننتظر يمكن الحكومة تطلع مثل صاحبنا أبو ابتسامه خليني ساكت بلاش أطلع مره ثانية بسواد الوجه.
انتهى وقتنا في المكتب ، كان صاحبي يغذ الخطى نحو سيارته ، انتزع الورقة من تحت ماسحة الزجاج ليقرأ عليها ( في واحد على نياته قاعد بسيارته بفكرني بدي أترك لك إسمي وعنواني ، ياي شو أهبل).
mustafawaked@hotmail.com