الفرق بين رئيس الحكومة المكلف هاني الملقي والرئيس الراحل عبد الله النسور مثل الفرق بين الفيل وفبل البحر…!

الإختلافات كثيرة بين الفيلين، ولكن ما يجمعهما أن الإثنين على شفا الإنقراض خلال وقت وشيك…!

عرفتُ هاني الملقي عن قرب عندنا كنتُ أعمل في صحيفة الدستور قبل أكثر من 20 عاما، التقيته في عمان كوزير للصناعة والتجارة غير مرة، وفي العقبة رئيساً لسلطتها…

الملقي رجل حازم، حاسم، شديد، لا يسمح لأعضاء أي فريق يترأسه بالاسترسال بالحديث دون داعٍ، ولا يستسيغ كثيرا الجدال، كما يكره المماطلة في تنفيذ أمر ما، ويكره أن يسوق شخص ما مبررات لذلك…!

أعلم جيدا أن رئيس الحكومة المكلف عندما كان يدخل مكتبه وزيرا للصناعة والتجارة آنذاك، لم يكن أحد من الموظفين ليجرؤ على المرور من رواق الطابق الأول لمبنى وزارة الصناعة والتجارة…

الرجل يحظى بقدر كاف من الكاريزما الشخصية التي تؤهله لضبط أي خلل في الإيقاع الذي يضعه هو وبالسرعة اللازمة، وكشرته الأردنية عندما يريد إظهارها تكفي لوحدها لإسكات الطرف الآخر في الحديث رغما عنه…!

لأجل كل ذلك، قد تكون فرص نجاح هاني الملقي مواتية أكثر من سابقه عبد الله النسور، ليس لأنه بالإضافة الى ما ذكرت أكثر ذكاء من النسور، بل لأنه في الواقع أكثر دهاء… والأهم من هذا وذاك أنه يدرك جيدا كيف يستطيع أن يجعل "الحيلة والمهارة" تتفوقان على "الخبرة والعُمُر"…!