لماذا لا تردون على التسريبات الإسرائيلية؟
ماهر ابو طير
01-06-2016 04:37 AM
تقرير تلو تقرير تتحدث فيها الصحافة الاسرائيلية عن توتر في العلاقات الاردنية الفلسطينية، وتحديدا على المستوى الرسمي، وهذا كلام، اما يراد به الوقيعة بين الجانبين، واما انه واقع.
في الحالتين لابد من انجلاء الغموض بشأن هذه العلاقة، خصوصا، اننا فعليا لا نشهد أي زيارات رسمية لرئيس السلطة الى عمان منذ وقت طويل، اضافة الى ان المعلومات حول التوتر الاردني قد تبدو منطقية، خصوصا، القضايا التي تتعلق بالقدس، واعتبار عمان ان هناك حملة فلسطينية رسمية للتشويش على الاردن في قصة تركيب كاميرات الاقصى، او ما جرى من اعتداء على شخصية اردنية معروفة داخل المسجد الاقصى، دون ردود فعل رسمية فلسطينية حاسمة، وقضايا اخرى كلها تتعلق بالقدس وادارة ملفها بكل حساسياته.
لا بد من توضيح رسمي، خصوصا، ان العادة جرت ان يخرج مسؤولون ليتحدثوا للاعلام علنا، او على الاقل لجهات محددة، لوضعهم في صورة تطورات هذه العلاقة، واذا كان ذلك غير مرغوب -على مايبدو-حاليا، فلماذا تتجنب كل الجهات السعي لفك الانجماد في العلاقة اذا كان هناك انجماد فعلا، وهذا هو السؤال الواجب طرحه بقوة، اذ اننا نشهد بكل استغراب، عدم رد على هذه التقارير، وايضا، هناك ادلة على عدم الدفء من جهة، وعدم السعي لاسترداد الدفء السابق.
في التقارير الاسرائيلية دس للسم، فأحد هذه التقارير يتحدث عن نية الاردن وتهديده بإغلاق الجسور في وجه اهل الضفة الغربية، وهذا الكلام بحد ذاته، ليس بحاجة الى نفي رسمي، فالاردن لن يخنق اهل الضفة الغربية، ولا يتخذ مثل هكذا قرارات، ومن الاستحالة هنا، ان يستعمل الاردن، اهل الضفة درعا بشرية في وجه السلطة، فليس هذا هو تاريخ الاردن مع اهل الضفة، ولا هو تاريخه ايضا مع القضية الفلسطينية.
تستغرب ان تمر التقارير الاسرائيلية عن وجود توترات خفية في العلاقات الاردنية الفلسطينية، دون اهتمام، واذا كان اظهار عدم المبالاة يراد منه، احيانا، تسفيه ماهو منشور، الا انه في حالات اخرى يعتبر قفزا عن مشهد عالق، يراه الجميع، وعليه أدلة كثيرة، يمكن تعدادها بوسائل مختلفة.
اذا كان هناك غيوم سوداء في سماء العلاقات بين الاردن والسلطة الوطنية، فقولوا لنا، واذا كانت هذه السماء صافية، فأعطونا الدليل ايضا.
الدستور