عجالة لدرويش بحجم الخبر العاجل
مالك العثامنة
10-08-2008 03:00 AM
ينكفئ فنجان قهوة صباحي على وجهه فجأة، الفنجان المنكفئ تيتم.
يا لهذا الموت التكساسي المعلن، شريطا باردا وكلمة "عاجل" تقطع الأطلسي نحو قلوبنا قذيفة بلمح البصر، ومحمود درويش مسجى هناك، بعيدا عن هنا. وحيدا هناك..وقد كان هنا.
أحقد على صديق و شاعر أردني، أحقد عليه جدا هذه اللحظة، فهناك وعد بلقاء مع محمود درويش في بيته العماني مؤجل منذ سنتين، رحل درويش، ورحل معه الوعد.
يا لهذا الموت التكساسي المعلن، مفارقة سخيفة وجارحة إلى حد الوجع، أن يموت درويش في تكساس، تحديدا تكساس، وتكساس مؤخرا منذ ثماني سنوات، السبب الرئيس لأمراض القلب والشرايين والأوردة الدموية.
...محمود درويش..هي عجالة كالخبر العاجل، ووجع كالخبر الموجع ذاته..
وها نحن نقول لغيابك، أتم يا غياب نقصانك، فقد حضر درويش ليكملك.