أصبحت الأغذية الطبيعية والمصنعة مصدرا آخر للأخطار والأمراض التي تهدد حياة الإنسان من جراء وجود الجراثيم والفيروسات فيها أو بسبب استخدام التقنيات الحديثة في تصنيع الأغذية خاصة الخضار والفواكه مثل استخدام تقنيات تعديل الأطعمة وراثيا أو معالجة هذه المواد باستخدام الإشعاع حيث ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من أصناف الخضار معالجة باستخدام الإشعاع مثل الكوسا والبطاطا وفول الصويا والفول السوداني , حيث صادقت تقارير منظمة الصحة العالمية على أن هذه المواد صالحة للاستهلاك البشري وغير ضارة بالصحة.
أما الموضوع الذي أثار جدلا واسعا فهو موضوع استخدام الهرمونات في تحسين المصادر الأساسية للمواد الغذائية حيث ظهرت مشاكل صحية أقلقت الناس جراء استخدام الهرمونات والمضادات الحيوية وإضافتها إلى الخضار والفواكه والى عليقة الأبقار والأغنام وأحيانا الدواجن وتختلف قوانين الدول في السماح لاستخدام الهرمونات في الإنتاج الحيواني أو النباتي والهدف الرئيس من التقنيات الحديثة هو زيادة الإنتاج وتحسينه لمواجهة الاحتياجات الغذائية المترافقة مع زيادة عدد السكان ففي الولايات المتحدة الأمريكية يعتبر استخدام الهرمونات في الإنتاج شرعا وقانونا حيث تبلغ نسبة الأبقار التي تعطى هرمونات 90% بينما قالت فرنسا بصوت واحد مدويا ً( لا.....لا لاستخدام الهرمونات ).
وفي مجال الإنتاج الحيواني تستعمل الهرمونات التي تضاف إلى عليقة الأبقار والأغنام والدواجن لرفع جودة اللحوم ومعدل إنتاجها , لقد تبين في التجارب أن الهرمونات تسبب زيادة نمو جسم الحيوان بنسبة 10-20% وزيادة نمو لحومها بنسبة 25% وهذه الهرمونات إما صناعية أو طبيعية وان اغلب الخبراء في معظم دول العالم متفقون على أن لحم الحيوانات الذي يحتوي على الهرمونات ليس ضارا بالصحة شرط أن تكون الجرعات المعطاة متوافقة مع التعليمات الإرشادية العلمية , بينما يوجد فريق آخر من الخبراء في بعض الدول الأوروبية وغالبية الدول النامية يصر على أن استخدام الهرمونات في الحيوان والنبات يؤدي فعلا إلى زيادة في الإنتاج , لكنه بالمقابل يلحق الأذى والضرر بالأطفال والنساء والشباب والكبار وقد تصيب الجميع بإمراض خطيرة كالسرطان.
ومن المواد الغذائية التي أثارت جدلا عند العلماء باحتوائها على كميات كبيرة من المواد التي تؤثر بصورة أو بأخرى على زيادة إفراز الهرمونات (الملوخية) هذه النبتة المحببة لدى عدد كبير من الناس فهي ذات قيمة غذائية عالية جدا وقد أثبتت التحاليل العلمية أن محتوى الملوخية العالي من مادة الكاروتين وفيتامين ( أ ) وفيتامين ( ب ) دورا كبيرا في تنظيم ضربات القلب وتقوية جهاز المناعة وتقوية النظر وعلاج متاعب الجهاز الهضمي والكلوي .
ومن اللافت للنظر أن للملوخية علاقة وثيقة في الهرمونات , حيث وجد أن مادة الكاروتين وفيتامين ( أ ) الموجودة بنسبة عالية فيها تعمل على تحسين أداء الموصلات العصبية في الجسم حيث تزيد من إفراز هرمون (السيروتونين) الذي يحسن الصحة النفسية ويقاوم الاكتئاب ويشعر الإنسان بنوع من المقاومة الذاتية والمناعية ضد المسببات العضوية للاكتئاب,
ومن هنا تحفظ وجبة من الملوخية الحاجة اليومية للجسم من المواد المساعدة على إفراز هرمون (السيرتونين) وتحول دون التوتر والاضطرابات العصبية التي تصيب الإنسان.
ومن ناحية أخرى تعتبر الملوخية منشط جنسي طبيعي حيث أن الكميات العالية من فيتامين( أ ) ومادة الكلوروفيل الخضراء فيها تعمل على زيادة سيولة الدم وسرعة تدفقه وهي تزيد من إفراز هرمون الذكورة ( تستستيرون )وهرمون الأنوثة ( بروجستستيرون ) اللذين تفرزهما الغدد الجنسية ومن شأن ذلك تحسين القوة الجنسية والاستغناء عن اللجوء للعلاج الكيماوي .
كما أن للملوخية فائدة كبيرة في العلاج من العقم الناجم في كثير من الأحيان عن ضعف التبويض لدى النساء حيث تعمل الكميات العالية من المعادن خاصة عنصر المنغنيز الذي يزيد من إفراز هرمونات الخصوبة لدى المرأة وبالتالي يبعد شبح العقم الناتج عن نقص هذا المعدن الهام.
أننا نؤكد على ضرورة توخي الدقة والحذر الشديد من دخول التقنيات الحديثة في الغذاء إلى بلدنا, حيث توجد أبحاث ودراسات وأفكار لا ترحب بهذه التقنيات الجديدة التي تسبب الأذى والضرر بصحة الإنسان , ومن المطلوب تشديد الرقابة الصحية على الخضار والفواكه واللحوم كي نبعد عن صحتنا وصحة أولادنا ولنرفع صوتنا عاليا لا..لا لاستخدام الهرمونات التي تسبب النضوج السريع في وقت قصير لأننا نريد طعاما سليما يؤمن صحة سليمة.