حاسة الشم السياسي لدى حدادين
31-05-2016 03:57 PM
السيد بسام حدادين نائب وحزبي وسياسي يساري فاعل منذ سنوات ربما جاوزت الاربعين عاما وفي السنوات الاربع الاخيرة يبدو أنه انتقل من اليسار الى الوسط في الصف الحكومي..
استضافه برنامج نبض البلد على قناة رؤيا قبل يومين من اقالة حكومة النسور برفقة السيد نبيل الكوفحي في حوار حول احتمالات رحيل الحكومة والنواب أو استمرارهما..
وفي التحليل الذي قدمه حدادين عن احتمالات حل مجلس النواب واستقالة الحكومة أكد حدادين أن الدولة ليست واقعة تحت ضغط اجراء انتخابات وحكومة جديدة وقال انه يمتلك حاسة شم قوية و(شوية معلومات) لذا فانه يؤكد أن الحكومة باقية ومجلس النواب سيعقد جلسة استثنائية ثانية، أما الانتخابات النيابية فستكون في تشرين الثاني ربما بعد. وقال لمقدم البرنامج (سجل علي) هذا الكلام. حتى وصلنا الى توهم أنه يمتلك معلومات خاصة مؤكدة !! أو أن صاحب القرار أسر اليه بالخبر اليقين؟
وأشاد حدادين بحكومة النسور ونفى حالة السخط الشعبي ضدها ورأى أن النخبة السياسية لها رأي وتحليلات (رغائبية) ولكن الناس راضون عن الحكومة!
ليسأل السيد حدادين اصحاب المواقع الاخبارية الالكترونية عن حجم التعليقات الساخطة على الحكومة السابقة وعبارات النقد والشتم والدعاء الى الله ضدها ولا يتم نشرها خوفا من ارهاب الحكومة ضد الاعلام وحرية الرأي، وليتصفح مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) وغيرها ليرى كم هي مكروهة تلك الحكومة ورئيسها.
ان حجم الكراهية لحكومة النسور ومجلس النواب في الاوساط الشعبية غير مسبوق بل وصل الخط الاحمر الذي اوشك على خروج الشارع ضدها وهو ما تسبب برحيلها ورحيل النواب قبلها أما النخبة السياسية التي يرى حدادين انها هي التي تريد رحيل الحكومة فقد التزمت الصمت الطويل بسبب الدهشة مما ترى وحتى لاتهم بتحريك الشارع وتخريب البلد .
بالمقابل كان الكوفحي حذرا جدا في الجزم برحيل الحكومة أو استمرارها .
انا لا افهم كيف ينتقل حزبي يساري من الاصطفاف مع اوجاع الشعب الى الاصطفاف مع النخبة الحكومية والنيابية، ولا أفهم كيف لا يدرك مدى السخط الشعبي وحجم الكراهية التي يكنها الناس لحكومة النسور التي ارهقت الموازنة ورفعت المديونية ولم تنجز شيئا،
اين يعيش السيد حدادين الان؟ لا أدري.. وهو الذي دفع به فقراء الزرقاء الى مجلس النواب لعدة دورات , ليدعو الان الى دورة استثنائية ثانية واستمرار حكومة النسور!
على كل حال لم يمر أكثر من ثمانٍ واربعين ساعة على حاسة الشم القوية لدى السيد حدادين حتى صدرت الارادة الملكية باقالة الحكومة وحل مجلس النواب، فتبين أن سعادته يشتم من مطبخ غير سياسي ويفصل تحليلاته السياسية على مقاس امنياته ورغباته.
وأخيرا نحمد الله أن جعل المناصب تكشف نضال المناضلين ومعادن الرجال ..