تضامن : تدخين النساء تعبير عن الجمال والإناقة والرفاهية
31-05-2016 03:15 PM
التغليف البسيط من التدابير المهمة للحد من الطلب ويقلل من جاذبية منتجات التبغ..
تضامن : الأفكار والحملات الترويجية للتدخين تستهدف النساء والفتيات بقوالب نمطية وجذابة لكنها قاتلة ومميتة..
عمون - في 31 آيار من كل عام تحتفل منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي للإمتناع عن التدخين من أجل إبراز المخاطر الصحية التي يسببها كل من التبغ والسجائر على الذكور والإناث. ويأتي إحتفال عام 2016 تحت شعار "إستعدوا للتغليف البسيط لمنتجات التبغ". ويعتبر التغليف البسيط من التدابير المهمة للحد من الطلب إذ يقلل من جاذبية منتجات التبغ، ويقيد من إستخدام تغليف عبوات التبغ كشكل من أشكال الإعلان عن التبغ وترويجه، ويضع حداً للتغليف والتوسيم المظلل، ويزيد من فعالية التحذيرات الصحية.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن الشركات المصنعة للسجائر تمارس أساليب تسويقية مميتة تستهدف النساء والفتيات على وجه الخصوص، وتعتمد في سياساتها على صياغة إعلانات ترويجية توحي (وهي خاطئة بالتأكيد) بأن تدخين النساء هو تعبير عن الجمال والإناقة والرفاهية والمستوى الإجتماعي الرفيع والرومانسية والتحرر والصحة والشباب والنجاح والتفوق.
وتقدر منظمة الصحة العالمية وجود 200 مليون إمرأة وفتاة مدخنة حول العالم من بين مليار مدخن يشكلن ما نسبته 20%. وتعمل الشركات المصنعة للتبغ على زيادة أعدادهن بالإستهداف المباشر حيث يوجد حالياً أكثر من 100 صنف تجاري موجه خصيصاً للنساء تحت مسميات تداعب مشاعرهن وأغلفة تواكب الموضة كالتصميم الأنيق لعلب السجائر الذي يتميز بأنه نحيف وجذاب.
وإعتبرت المنظمة "التغليف البسيط من التدابير المهمة للحد من الطلب إذ يقلل من جاذبية منتجات التبغ، ويقيد من إستخدام تغليف عبوات التبغ كشكل من أشكال الإعلان عن التبغ وترويجه، ويضع حداً للتغليف والتوسيم المظلل، ويزيد من فعالية التحذيرات الصحية.
ويشير التغليف البسيط لمنتجات التبغ إلى التدابير التي تقيد أو تحظر استخدام أي شعارات أو الوان أو صور للعلامات التجارية أو معلومات ترويجية أخرى على الغلاف بخلاف الأسماء التجارية وأسماء المنتج والتي تعرض بلون وشكل خط قياسي.
وتوصي المبادئ التوجيهية للمادتين 11 و 13 من اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ بأن تنظر الأطراف في اعتماد التغليف البسيط. والأردن وقع الإتفاقية بتاريخ 28/5/2004 وصادق عليها بتاريخ 19/8/2004 ودخلت حيز التنفيذ بتاريخ 27/2/2005.
ويعتمد التغليف البسيط على التدابير الأخرى كجزء من نهج شامل متعدد القطاعات لمكافحة التبغ. وقد يتخذ راسمو السياسات والمجتمع المدني وعامة الجمهور إجراءات للتأكد من نظر حكوماتهم في اعتماد التغليف البسيط.
أكد تقرير صادر عن عدة جهات في الأردن ومن بينها مركز الحسين للسرطان ووزارة الصحة خلال منتصف عام 2013 وحمل عنوان "واقع حال مكافحة التبغ في الأردن" ، على أن 9% من الأردنيات البالغات يدخن السجائر و6% منهن يدخن الأرجيلة ، فيما يتعرض 44% من الأردنيين والأردنيات للتدخين السلبي في المنازل ، و30% منهم في أماكن العمل ، و83% منهم في المناسبات الإجتماعية. فيما تشير أرقام وزارة الصحة الى إنتشار التدخين بين 50% من الذكور البالغين و 18% من الإناث البالغات.
وبيَن التقرير الى أن شخص واحد على الأقل مدخن في حوالي 61% من الأسر الأردنية ، علماً بأن عدد الأسر الأردنية وفقاً لدائرة الإحصاءات العامة لعام 2013 بلغ مليون و199 ألف أسرة ، من بينها 169 ألف أسرة ترأسها نساء وبنسبة وصلت الى 14.1% من مجموع الأسر.
وتضيف "تضامن" ووفقاً لدائرة الإحصاءات العامة أيضاً فإن متوسط الإنفاق السنوي على التبغ والسجائر لدى الأسر الأردنية التي يرأسها الذكور يصل الى 441 دينار ، فيما ينخفض متوسط الإنفاق السنوي بمعدل 27% لدى الأسر التي ترأسها نساء ليصل الى 321 دينار.
وفي الوقت الذي ترحب فيه "تضامن" بالجهود التي تبذلها النساء اللاتي يرأسن أسرهن لمكافحة التدخين ، إلا أنها في الوقت نفسه تدعو الجهات الحكومية الى فرض المزيد من القيود على منتجات التبغ خاصة المتعلقة بطريقة التغليف، وإلزام شركات التبغ في المملكة على إستخدام وسائل تغليف منفرة وليست جاذبة للحد من أعداد النساء والفتيات المدخنات بشكل خاص والمدخنين بشكل عام.
وتشدد "تضامن" على أن حماية حياة الذكور والإناث والمحافظة على صحتهم هي الأساس الذي يجب أن تستند عليه سياسات وإستراتيجيات مكافحة التدخين ، مع إن إنخفاض معدلات التدخين بين البالغات الأردنيات دون البالغين لم يكن مبنياً على مبدأ المحافظة على صحتهن فقط حيث أثرت فيها العادات والتقاليد التي تمنع النساء من التدخين تحت عنوان "ثقافة العيب".