السفير الباكستاني في الأردن يؤكد على عمق علاقات بلاده مع الأردن
30-05-2016 07:28 PM
عمون- أكد السفير الباكستاني في الأردن "شفاعة الله شاه" على عمق العلاقات الباكستانية الأردنية، مشيراً إلى التوافق في وجهات النظر بين الأردن وباكستان في الكثير من القضايا الإقليمية الدولية وحلولها، انطلاقًا من المقاربة البراغماتية المتشابهة لكلا البلدين.
تصريحات شفاعة الله جاءت خلال المحاضرة الذي نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط مساء اليوم الأحد ضمن برنامجه الدوري "نحن والعالم" تحت عنوان "السياسات الباكستانية تجاه الأردن والشرق الأوسط"، وأدارها الدكتور عزت جرادات، وزير التربية والتعليم الأسبق، بحضور حشد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والأكاديمية.
أما فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية الباكستانية-الأردنية، أوضح شفاعة الله بأن العلاقات بين البلديْن تاريخية ولها صفة خاصة غذّاها جو من الثقة المتبادلة، وقد تميزت هذه العلاقات بتفاهمات حول القضايا الإقليمية والدولية المهمة.
وأكد شفاعة الله على ما يتمتع به كل من الأردن وباكستان من علاقات سياسية خاصة، نظرًا لتشارك البلدين في مقاربة براغماتية للمشاكل الإقليمية والدولية وطرق حلها، كما يشترك البلدان في الجهود الدولية في محاربة الإرهاب وحماية الأغلبية المسلمة في العالم الإسلامي ضد التوجهات المتطرفة، إضافة إلى العلاقات المتميزة بين المؤسسات الاستخبارية والعسكرية في البلديْن ، مع تطور هذه العلاقات إلى مستوى اجتماعي وثقافي.
كما تناول السفير الباكستاني في محاضرته بعض الجوانب الأخرى من العلاقات الباكستانية الأردنية ومن أهمها التبادل الثقافي والمساعدة التقنية، والعلاقات الدفاعية، والتبادل في مجال الدورات التدريبية، وجمعيات الصداقة في كلا البلدين، مستعرضاً عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين منذ عام 1962 وحتى العام 2015 الذي اعتبره عامًا مميزًا في تاريخ العلاقات الباكستانية الأردنية من خلال التوقيع على ست مذكرات تفاهم، إضافة إلى بعض مذكرات التفاهم التي ما زالت محل تفاوض بين البلديْن.
وبخصوص الموقف من القضية الفلسطينية شدد السفير على الموقف الباكستاني الرافض للإعتراف بإسرائيل، مع اعتبار أن القضية الفلسطينية سبب رئيسي للغضب والإحباط في العالم الإسلامي، حيث أكد دعوة باكستان الدائمة إلى الانسحاب الإسرائيلي الشامل من كافة الأراضي العربية المحتلة ومن ضمنها القدس، وإعادة الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتحويل ومنها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم.
وتناول السفير الباكستاني في مستهل محاضرته تاريخ نشأة باكستان عام 1947 في أعقاب استقلال "الهند البريطانية" وذلك استناداً إلى "نظرية الأمتيْن"على أسس دينية؛ إسلامية وهندوسية، حيث يبلغ عدد سكان باكستان يبلغ 191 مليون نسمة ولها حدود مائية على بحر العرب وخليج عُمان، وحدود برية مع كل من أفغانستان والهند والصين تتمتع بموقع جيواستراتيجي في منطقة جنوب آسيا.
ومن الناحية الاقتصادية تحتل باكستان المرتبة السادسة والعشرين بين الاقتصادات الضخمة على مستوى العالم من حيث تكافؤ القوة الشرائية، بينما تحتل المرتبة الثامنة والثلاثين من حيث الناتج المحلي الإجمالي، فيما تُعد ّباكستان من الدول المرشحة للتقدم الاقتصادي على المستوى العالمي خلال القرن الحادي والعشرين.
وأشار شفاعة الله إلى ما واجهته باكستان من مشاكل تتعلق بالحروب وانعدام الاستقرار الاجتماعي وهو ما أثر على توفر الخدمات الأساسية في البلاد من قبيل السكك الحديدية، والعناية الصحية، والتعليم وتوليد الطاقة الكهربائية، إضافة إلى مشكلة الإرهاب، والنزاعات السياسية الداخلية، والتزايد الكبير في أعداد السكان، والتداخل في الاستثمارات الأجنبية.
وفي سياق حديثه عن السياسة الخارجية الباكستانية أوضح شفاعة الله بأن باكستان تتمتع بعلاقات ودية مع كل من الصين تُعززها العلاقات الاقتصادية ومن ضمنها مشروع ضخم بكلفة 45 مليار دولار سيربط منطقة سنجان ذاتية الحكم في الصين مع ميناء غوادار الباكستاني.
وفيما يخص العلاقات مع الهند، بيّن شفاعة الله بأن قضية كشمير تشكل سبباً للتوتر في العلاقات بين البلدين، وتعدها باكستان الموقف من هذه القضية أساساً في علاقاتها الدول الأخرى. كما تناول العلاقات الودية التي تربط باكستان مع العالم الإسلامي، وخاصة ما يتعلق منهابوجود أعداد كبيرة من العمالة الباكستانية في دول الخليج العربي.
وبخصوص الميزان التجاري بين كل من الأردن وباكستان أوضح السفير الباكستاني بأن الميزان التجاري منذ عام 2007 هو في صالح باكستان، وقد بلغت الصادرات الباكستانية إلى الأردن في عام 2014/2015 حوالي 50 مليون دولار، بينما بلغت الواردات من الأردن حوال 36 مليون دولار، وذلك بفارق 14 مليون دينار، ما يؤكد تنشيط العلاقات التجارية بين البلديْن في عام 2015، وخاصة في الجانب الأردني.
وأكد شفاعة الله في ختام محاضرته بأن السفارة الباكستانية في عمان تعمل على تقوية العلاقات بين البلدين في عدد من المجالات ومن أهمها تبادل الزيارات على مستوى رفيع، والتجارة، والعلاقات بين الشعبيْن، والتبادل التعليمي والثقافي.