صدرت الإرادة الملكية السامية بقبول استقالة حكومة النسور وتكليف هاني الملقي تشكيل الحكومة الجديدة، كما وصدرت الارادة بحل مجلس النواب وتم تكليف الحكومة بالتحضير للانتخابات النيابية قبل نهاية العام على ابعد تقدير.
ولكن السؤال الذي أود طرحه الان؛ ما الذي ستجلبه الحكومة الجديدة للأردنيين؟ هل ستكون كالحكومة السابقة التي امتنعت عن الاستماع الى آلام وصرخات الشعب؟ ام ستكون حكومة تضع كرامة المواطن او ما تبقى منها كإحدى أولوياتها بحيث لا تعبث بقوته او قدرته على العيش بكرامة؟ لنأمل ذلك.
اعتقد جازما أن معظم إن لم يكن جميع أفراد الشعب الأردني يأمل أن يُحدث هذا التغيير شيئاً جديداً في حياة الناس، فغلاء تكاليف المعيشة في عهد الحكومة السابقة وعدم تقيدها بالاسعار المنخفضة للمشتقات النفطية العالمية زاد من حجم المعاناة التي كانت كبيره بالأصل. ومع ذلك فتجاربنا السابقة مع تلكم الحكومات جعلتنا نحكم على الحكومات من اول يوم على انها ستكون كسابقتها ولكن بوجوه جديدة على الأغلب.
وقد يقول قائل إن الحكم يجب أن يكون على اداء الحكومة، وانا مع ذلك ولكن هناك تحديات كبيرة تواجه هذه الحكومة وأقلها أهمية هو ثقة الشعب ...
نحتاج في الاْردن الى حكومة برلمانية حتى تكون هناك محاسبة حقيقية لجميع أعضائها وتكون القوة السياسية فيها للشعب وهنالك ستسعى كل حكومة الى كسب ثقة الشعب اولا وقبل كل شيء.
وبالعودة الى حل مجلس النواب، لن يأسف الأردنيون كثيراً على حل المجلس الحالي لما أسلفنا سابقاً لان المجلس المنحل كان مخيباً للامال وكان كمن يحاول الاختباء في عباءة الحكومة وتقديم مصلحة الحكومة على مصلحة الشعب... ولكن هل تعلم شعبنا من أخطائه وبالتالي لن يقوم بانتخاب نفس الوجوه السابقة التي خذلته؟ لنأمل ذلك، ولكن اكبر الاستحقاقات التي سيواجهها الشعب في الوقت الحالي هو هذه الحكومة الجديدة خاصة في ظل عدم وجود مجلس يمثل الشعب ولذلك نتمنى أن تقوم هذه الحكومة بالتخفيف على الشعب وبعدم زيادة أعبائه والتي ازدادت بشكل جنوني في عهد حكومة النسور حتى أضحت الحياة لا تطاق وزادت حالات الانتحار وتعاطي المخدرات والعنف الاسري والعنف المجتمعي والجرائم البشعة التي لم يعتد مجتمعنا على السماع بها وارتفاع حالات الطلاق الى غير ذلك، وبناء على ما أسلفنا يتبين لنا أهمية وجود حكومة متصلة بالواقع وتقوم بتلبية حاجات الشعب لمنع او لتقليل وقوع تلك الحالات التي ذكرنا لان الكثير منها مرتبط بالعامل الاقتصادي.
حمى الله اردننا الغالي من كل مكروه وجعل لنا من أبناء هذا الوطن من يخاف الله فينا ويتقيه.
* خبير فُض نزاعات