ما هو المطلوبُ الذي عجزَ عنه عبدالله النسور، أو رفضه، أو تحفَّظَ عليه، أو تردَّدَ فيه ليرحلَ، ويجلسَ مكانه هاني المُلقي؟!

ثمَّ: هَلْ كان النسور "حُرَّاً ومستقلّاً" في ولايته العامة، لنكسرَ وراءَ حكومته الجِرارَ، وكلنا يعرفُ أنَّ رئيسَ الوزراءِ في الأردن يُصرِّفُ أعمالاً، ولا يتخذُ قراراً؟!

ولكنها المتعةُ والإثارة، ولا شيء يسلّي الأردنيين أكثر من رحيل الحكومات وتشكيلها. نحنُ شعبٌ شغوفٌ بهذا النوع من الفنّ التشكيليّ المرسومِ بلونٍ واحد، على قماشةٍ مُهترئة. نحنُ من قماشٍ، غزلتهُ أنوالٌ سريعةُ الخيوط، وسريعةُ البهجة.

أهلاً بالحكومةِ الجديدة. افتحي لنا بابَ المسرّات والرزق. تنتظرك الصحافةُ التي اكتشفت أنّ الأجبانَ من مشتقّات الحليب، ينتظرك الصحافيون، ليكتبوا عن انتعاش الاقتصاد، والاستثمارات المقبلة، فلا يجوزُ أنْ تكونَ الأكاذيبُ إلا مفتولةَ العضلات.

تنتظرك المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، لتُرتبَ تقاعداً لائقاً للوزراء الجُدد، يدفعه موظفُ البريد، ومعلمةُ الرياضيات، وسائق سيارة الوزير، كما أنَّ الصحافيَّ اللامعَ يدفعُ أيضاً، بعدما خدعَ الموظفَ والمعلمةَ والسائق.
أهلاً وسهلاً بالحكومة الجديدة. نحنُ شعبٌ متفائلٌ ومُرَحِّبٌ، على الرغم من أننا لا نعرفُ لماذا ذهبَ النسورُ (77عاماً)، وجاءَ المُلقي (65عاما).

الشبابُ القلقون من تسديد المديونية، لا يعرفون لماذا، مع أنهم "أملُ الأمة".. وينشطون على الـ"فيسبوك" في الحماسة للشاب جاستن ترودو، رئيس وزراء كندا.

الأجبان من مشتقات الحليب، وتُصنعُ الجرَّةُ من الطين، ولكلّ أردنية، ولكلّ أردنيّ أُذنان، واحدة من طين، والثانية من عجين..