بداية.. أهنئ سمو الاميرة بسمة بنت طلال بالعيد الفضي لـ "حملة البر والاحسان" التي ينفذها الصندوق الاردني الهاشمي للتنمية البشرية منذ خمسة وعشرين عاما وحتى الآن ومستقبلا بإذن الله..

فقد استطاعت سمو الاميرة بسمة رئيسة اللجنة العليا للحملة ودون كلل او ملل وعلى مدى ربع قرن وعلى الاخص في شهر رمضان المبارك ذرع جميع انحاء وطننا الغالي من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه .. مدنه وقراه ومخيماته وبواديه لتبحث عن جيوب العوز والفقر فيه ولا هم لها الا ادخال السعادة والفرح الى هؤلاء الاردنيين البسطاء وقد نجحت في رسالتها الانسانية هذه.

ولن أنسى..

انه عندما كلفني رئيس التحرير(الرأي) طيب الذكر الاستاذ سليمان القضاة "ابو فراس " قبل نحو عشرين عاما تغطية هذا النشاط الانساني لسموها ..كان لي شرط واحد لا غيرعليه وهو: ان اكون المسؤول الاول والاخير عن الصفحة من ألفها الى يائها ودون تدخل من اي كان متابعة وكتابة واخراجا وكان لي ذلك بارك الله فيه.. وهذا ما تحقق وعلى مدى نحو خمس سنوات كانت الجولات جميلة وواعدة ..ونقل لي ان سموها تطلب ما كنت اكتبه اولا وهذا ما كان يزيدني فخرا في تلك الايام الرائعة وحتى الان.

ففي هذه الجولات لسموها تعرفت اكثر على وطني جباله وسهوله واغواره وصحاريه..وتعرفت على ابناء شعبي الطيب العفوف رغم فقرهم وعوزهم وهم في الغالب كبار في السن وطلاب على مقاعد الدرس في المعاهد والجامعات..كما عرفتني هذه الجولات على عدد لا بأس به من أهل الخير الداعمين ماديا لهذه الحملة وهم فعلا من خيرة الرجال في حبهم لوطنهم وشعبهم ولهم صيتهم الكبير في هذا المجال والكثير من المجالات الخيرة والطيبة الاخرى..

ما اتذكره..

ان سموها اصرت على زيارة عائلات معوزة في الشوبك وفي يوم كان شديد البرودة ومثلجا فوصلت اليهم وكان ارتفاع الثلج على جوانب الطريق اكثر من متر..وقد لبت جميع ما طلبوه..

واتذكر ايضا..

ان سموها زارت قرى حول مادبا كانت تجلس على فراشهم البسيط لتسألهم عن احوالهم ومعاناتهم ومطالبهم فتلبيها ..وما لاحظته ولم ولن انساه ان صورة كبيرة للصخرة المشرفة كان في صدر كل بيت او منقوشة على ابوابها ومداخلها وهذا ما كان يثلج صدري لهذا الشعب العربي ا لطيب المحب لوطنه وامته.

واتذكر ايضا..

جولة باهرة ومميزة وبالطوافة هذه المرة ..والى الازرق ولبني معروف بالذات.. وهناك التقت سموها باهلها لم يطلبوا اي مساعدة ...ما طالبوه وقف اعمال شركة (قطعت رزقهم) كانت تستخرج االملح. وهو المصدر الرئسي لحياتهم.ولفت نظري ان المتحدثين كانوا من الرجال والنساء ايضا..وكان العنوان ل الرأي عن هذه الزيارة في اليوم التالي: (بسمة تطير الى بني معروف.. )...!
Odeha_odeha@yahoo.com