أدهشنا وأتحفنا تلفزيوننا الاردني عند الساعة الثانية عشره الا ربعا قبل
ظهر اليوم الجمعه, بتقديمه مطرباً اسمه رامي , وقف يتمايل أمام الكاميرا,
ويداه تعبثان بالميكروفون استعداداً لأداء أغنية يشنف بها مسامعنا, فيما
كانت الموسيقى تصدح في مقدمة طويلة لنستعد نفسياً للحدث الفني الكبير
الذي لم يكتمل .
كان رامي يحرك شفتيه ويرسم انفعالات مناسبة على وجهه, لكننا لم نسمع صوته
أبداً . كانت هنالك حشرجات خافتة ترافق الموسيقى يؤديها كورس لانراه,
مثلما لانرى الفرقة الموسيقية , وهذا مفهوم, لأن المفترض في مثل هذه
الحالة أن هناك شريطاً مسجلاً للاغنية, يذاع في نفس الوقت الذي يمثل فيه
المطرب أنه يؤدي الأغنيه , لكن البراعة التي لايتقنها غير التلفزيون
الاردني, وصلت إلى مراحل متقدمة من الإبداع يظهر فيها المغني وهو يغني
لكننا لانسمع صوته, ويكون علينا في هذه الحالة أن نتكهن بالكلمات التي
يؤديها أو نتعلم لغة التخاطب بالشفاه الخاصة بالبكم, ويكون علينا
الاستنتاج من تمثيلية الانفعالات أن نقرر مدى جمال صوت المطرب المكتوم .
والمخجل أن مقدمة البرنامج لم تكلف خاطرها بالاعتذار لنا عن خطأ فني أوصل
إلينا الموضوع بهذا الشكل المشوه, وفوق ذلك فانها بادرت بشكر رامي على
أغنيته الجميلة التي بات مؤكداً أنها استمعت إليها وحدها دوناً عن سائر
الناس ونتمنى أن تكون استمتعت بها , على الأقل لكي لايضيع جهد رامي عبثاً