الإدارة في الأخلاق القنصل العام في جده أنموذجا
د. مهند صالح الطراونة
28-05-2016 07:21 PM
في البداية لا توجد لدي القناعة أو الرغبة في الكتابة عن أي شخص أردني في موقع مسؤولية مهما كبرت هذه المسؤولية أو صغرت ، حيث أن هذا الامر قد يعرض الكاتب احيانا إلى الحرج و رمي الاتهامات عليه بالتزلف والنفاق من قبل مريضي النفوس وخاصة إذا كان في هذه الكتابة إشادة بهذا المسؤول أو ذكر لمناقبها الشخصية أو الوظيفية ، ولذلك تجدني أبعد كل البعد عن هذا الأمر وأفضل أن لا أتطرق لمدح أي مسؤول اردني ، إلا أن ما دفعني للكتابة حالة فريدة مشرفة للدبلوماسية الأردنية حري بنا أن نذكر بعض مناقبها لتكون أنموذجا لمن يمثل الاردن والأردنيين، في ظل حالة من عدم فهم العمل الدبلوماسي بأنه فن وإدارة العلاقات ، وبأنها مفهوم عميق وفكر لا يقف عند إنجاز معاملات المواطنين المدنية ، أو تنظيم إحتفال في عيد وطني، أو إحياء لذكرى إستقلال وفي باقي الأيام يتوارى خلف موقعه ومكتبه بعيدا عن الجالية التي وجد أصلا لخدمتها لدرجة أن بعض هؤلاء يعتقد أن الموقع الذي يشغله هو حق مكتسب لشخصه أو على الأقل هو من واجبات الوطن عليه بعد أن أصبحت وللأسف بعض المواقع بؤر للشللية والتعسف في استعمال الحق واستغلال الموقع الارتزاق من خلاله ،وأقول أن كل أردني بصرف النظر عن موقعه خارج الوطن هو سفير للوطن وعليه أن يتحلى بأخلاق الوطن وشيم الأردنيين الأصيلة ومن واجبه خدمة أي اردني أينما كان موقعه في مختلف أصقاع الأرض.
المسؤول الذي أريد أن أتحدث عن مناقبه هنا هو القنصل العام الأردني في جده حيث شكل في خلقه ومهنيته وتواضعه أنموذجا فريدا من العطاء والإنجاز ومثال للمهنية الدبلوماسية الحقيقية، لا بل صورة مشرفة لكل من يعمل في الإطار الدبلوماسي يجب الإقتداء بها، ومن خلال تعاملي البسيط معه وما سمعت عنه وجدته مثال للمسؤول الأردني الشريف المحب لوطنه وقيادته الهاشمية يستحق منا كل تقدير، يتعامل بأخلاق الأردنيين النشامى مع الجميع دون تمييز بينهم أو تقاعس في خدمتهم .
والشيء الذي لابد من التأكيد عليه أن هذا الشخص عندما اذكر مناقبه لا يوجد لدي أية مصالح عنده سوى رابطة الأخوة في الدين الإسلامي والوطنية النقية الصافية المنزهة عن أية مصالح مهما كانت، فلست من الموظفين التابعين له؛ وأنا بعيد كل البعد عن العمل الحكومي أوالعمل الدبلوماسي، ولا يوجد لدي أية مصالح عند القنصلية الأردنية سوى محبة طاقمها فهم جزء من الوطن ووجه الأردن .
عندما أتحدث عن القنصل العام الأردني في جده نجده قد ترجم رسالته الدبلوماسية خير تمثيل ورسخ أنموذجا من الانتماء لوطنه ومليكه وأبناء جلدته على أرض الواقع في القول والفعل ، وقد لمست هذا شخصيا منه من خلال تواضعه وكياسته وحسن تصرفه مع المواطنين ، باذلا أقصى الجهود في خدمة الأردن و الأردنيين ، وقد لمست ذلك في موقفين كنت قد إطلعت عليهما مرتبطان في جوانب إنسانية وأخلاقية وهي من اهم الجوانب التي يجب على كل دبلوماسي مراعاتها عند التعامل مع الآخرين والحرص عليها أما الموقف الأول فكان يرتبط بقضية إصلاح ذات بين والثاني يتعلق بقضية مضمونها سوء تصرف وعدم كياسة في التعامل من قبل شخص على شخص آخر وهما مثالان بسيطان إستطاع من خلال مهنيته كدبلوماسي ضليع ومرجعيته العشائرية بفهم سمات وأخلاق العشائر الأردنية بمختلف أصولها ومنابتها القائمة على الفراسة و إحترام الغير والشهامة وحب الخير للجميع أن يحل هذه المواقف ويحلها والحيلوله دون تطورها ، فنجده دوما يتصرف بحكمة الأردني صاحب الواجب الذين يضع بعين اعتباره إنزال الناس منازلهم وإحترام الكافة والتواصل الدائم مع أبناء الجالية على مختلف الصعد ،وهو حريص على رعاية كافة شؤون الأردنيين والسؤال عنهم ومد أواصر التعاون مع الاشقاء في المملكة العربية السعودية من خلال تواصله الدائم مع المسؤولين والحرص على مد جسور الإحترام والمحبة بين بلده الأردن وبلده الثاني المملكة العربية السعودية ، ولذلك أقول لمثل هذا الرجل نرفع القبعات .تقديرا واحتراما لشخصه عمل مهول وكبير يقوم به سعادة القنصل من خلال خدمته لعدد يتجاوز مئات الآلاف من أبناء الجالية الأردنية في المملكة العربية السعودية وحرصه على التواصل معهم.
أحبتي الكرام إنها أمنية لكل دبلوماسي حريص على تمثيل الوطن وتمثيل سيد البلاد خارج الوطن أن ينتهجوا هذا النهج وان يفكروا في الإدارة في الأخلاق كأحد فنون الدبلوماسية الرفيعة