القاتل الذي لا نعرفه هو مرض شائع ويصيب 50% من الناس انه ارتفاع ضغط الدم، ويحدث نتيجة قيام القلب بضخ الدم بشكل مرتفع الى الشرايين، حيث يتم قياسه من خلال شرايين اليد او الرسغ، وعندما يكون ضغط الدم عاليا على جدار الشرايين يترتب على ذلك عواقب صحية جمة تؤثر على بعض الأعضاء مثل الكلى والدماغ والرئة وغيرها، واحياناً يكون المرض صامتاً أي لا نشعر به الا بعد حدوث بعض المضاعفات.
وعند قياس ضغط الدم يتم معرفة الضغط السيستولي Systolic والذي يقاس لحظة انقباض عضلات القلب وضخ الدم من الوريد الى الشرايين، بالإضافة الى ضغط الدايستولك (Diastolic) وهي اللحظات التي تتمدد بها عضلات القلب من اجل استيعاب كمية الدم القادمة من الاوردة لإعادة ضخها، ففي الوضع الطبيعي يكون ضغط الدم mm Hg 80/120 ويتم قياسه عن طريق جهاز زئبقي، وفي حال تجاوز mm Hg 90/140 نبدأ الحديث هنا عن ارتفاع ضغط الدم.
ومن جانبٍ آخر ينقسم ضغط الدم الى درجات مختلفة لها علاقة بمدى ارتفاعه وانخفاضه بحيث يتم تصنيفه الى منخفض أو متوسط أو مرتفع وذلك بناءً على نتيجة قياسه بواسطة الجهاز.
كما ويتم التفريق بين ضغط الدم الأولي والذي لا يرتبط نشوئه بحدوث مرض معين، وضغط الدم الثانوي الذي ينشأ نتيجة الاصابة بأحد الامراض وخاصة امراض الكلى والغدة الدرقية.
وقبل الحديث عن طرق العلاج علينا اولاً ان نتطرق للحديث عن الاجراءات التي تساعد في خفض ضغط الدم دون اللجوء الى استخدام العقاقير والعلاجات المختلفة، وأهمها محاولة إنقاص الوزن والذي يلعب دوراً هاماً في نشوء مرض ضغط الدم، بالإضافة إلى المواظبة على ممارسة الرياضة والتمارين المهدئة كاليوغا، والابتعاد عن تناول المأكولات التي تحتوي على نسبة عالية من الاملاح والدهون المشبعة، والامتناع عن التدخين وتعاطي الكحول.
اما بالنسبة للعلاج باستخدام العقاقير فإن من اهم الادوية المستخدمة هي مدرّات البول (Diuretics) والتي تؤدي الى فقدان كمية كبيرة من السوائل والاملاح والكالسيوم والمغنيسيوم الموجودة في الجسم، كما ويوجد هناك ادوية اخرى لها تأثير مباشر على القلب وتساهم في اضعاف ضخ الدم وهي من عائلة (Betablocer) بالإضافة الى علاجات أخرى تؤثر على تحديد نسبة الكالسيوم الذي يصل الى عضلات القلب مما يقلل من انقباضاته، وعقاقير أخرى لها تأثير على وظائف الكلى مما يؤدي الى خفض ضغط الدم لذا ينصح باستخدام هذا العقار في الصباح واحياناً يتم توزيع جرعاته على مدار اليوم، كما وينصح الأطباء أصحاب ضغط الدم المرتفع القيام بقياس ضغطهم في المنزل بشكل دوري لتجنب ارتفاعه والمضاعفات التي قد تترتب على ذلك.