عرفتنا احدى الاذاعات الاجنبية على قصة خمسين سيدة اردنية تدربن على «السباكة» ويمارسنها بتميّز. والسباكة هي عملية «المواسرجية» يضاف اليها تمديد وفتح المجاري!! وقدمت كتعريف سيدة اردنية قادمة من سوريا (لاجئة) وتتحدث بطلاقة, عن تعرفها على مؤسسة التدريب, ونجاحها في الدورة مع سيدات اخريات بعضهن انهى دراسته الجامعية.
عفية للنشميات.. وسلمت الايدي اللطيفة التي تعلم الناس: أن البطالة هي تجارة السياسيين على البلد, وان العمل لا يضير الفتاة الحلوة التي تدخل السلامة والخبز الى بيتها.
والمرأة في الاردن ليست «الضلع القاصر» فهي المتفوقة في الدراسة. وأوائل التوجيهي والجامعة, ونحن المسؤولون عن تحويلها الى دمية حين يكون الرجل غنياً, أو يعنفها حين يكون أمياً, وفاشلاً وساقطاً اجتماعياً.
***
في المانيا انهى «البندستاج» مناقشة برنامج السيدة المستشارة ميركل لاستيعاب مليون لاجئ اكثرهم سوريون وعراقيون.
من ضمن حوافز البرنامج اعطاء الفرصة للذين يتعلمون اللغة الالمانية باعطائهم اقامة لأن اللغة مدخلهم الى التدريب والتعليم والانخراط في العمل. والقصة التي تتداولها صحافة البوليفار – كما يقول الالمان – هي ان طالبين في دورات تعلم اللغة رفضا مصافحة المعلمة التي مدت يدها لترحب بالصبيين فرفضا مد ايديهما.. لأن القضية تتعلق بالصفة الدينية للنساء, وتقول احدى الصحف: أن المدارس في سوريا تعلم مثل هذا الكلام: فالمرأة تنقض الطهارة الذكورية.. وتقول هذه الصحيفة: على السيدة ميركل أن تتنبه.. فهي نجسة!!
***
الثالثة أن الولايات المتحدة مهتمة حكومياً بتعليم اللغة العربية.. وطبعاً سيبدأ الاهتمام بابناء المهاجرين العرب!!
ذلك أن فرصاً جيدة تنتظر هؤلاء الدارسين في الجيش والسلك الدبلوماسي وبعثات السلام والتجارة مع منطقة تعدادها 350 مليون عربي!!
الشيء الذي ارعبنا منذ زيارتي الاولى لكاليفورنيا ان اطفال عدد كبير من اقاربي لا يعرفون لغة ابائهم, مع ان هجرتهم ليست بعيدة زمنياً!!
وقد ناقشت الموضوع: فآباء وامهات الاطفال اردنيون.. وبعضهن – بلا مؤاخذة – لغتها الانجليزية ليست لغة سليمة.. فسمعت كلاماً اعتذارياً أن الاولاد يختلطون برفاقهم الاميركيين, وهم يفضلون لغة الشارع والمدرسة على.. لغة البيت!! ودون ان ندخل في التحليل النفسي المعقّد فإن هذا التفسير له علاقة بالشعور «بالدونية» في داخل العربي, لأن اكثرهم هاجر من بلده هرباً من: ذل الفقر.
الغريب انك تجد في بيوتنا في عمان من يفضّل التحدث مع ابنه.. ابنته بالانجليزية!! والاعتذار أن اللغة الانجليزية ضعيفة في المدارس. دون التنبه الى ان جيل راس روس في كتاب السكاكيني هو الذي اطلع الوالد الذي يخاطب ابناءه بالانجليزية.
معلومة قد لا نعرفها هي: إن الاطفال عندهم قدرة عظيمة على الاستيعاب اكثر مما نتصور, واكثر من واضعي المناهج في وزارة التربية والتعليم. وأعرف اطفالاً يتحدثون بأكثر من لغتين اذا كانت ربة البيت في العائلة.. اجنبية!!
الراي