لن تنام إسرائيل قريرة العين طالما أن هناك دولاً عربية قوية قادرة على تحقيق قدر من التوازن الاستراتيجي معها.
العراق بنى جيشاً محترفاً ناهز المليون ، وبنى مفاعلاً ذرياً كان سيمكنه من صنع القنبلة النووية ، فكان لا بد من تدمير المفاعل ثم تدمير العراق.
سوريا مطلة جغرافياً على إسرائيل ، ولها أرضٍ محتلة (الجولان) ، ولا تخفي تصميمها على تحرير أراضيها ، وأعلنت أنها تسعى لتحقيق توازن استراتيجي مع إسرائيل ، فكان لا بد من تدميرها.
مصر أكبر دولة قائدة ، ولها وزن إقليمي ودولي ، وخطرها على إسرائيل يحسب له ألف حساب ، وهي تملك جيشاً هو الثاني عشر في العالم ويشكل نداً للجيش الإسرائيلي ، فلا بد من تدمير مصر.
بهذا الترتيب تم تدمير العراق عن طريق الغزو الأميركي لحساب إسرائيل. وحتى لو صح أن العراق كان يملك سلاح دمار شامل فإن قضاء أميركا عليه مطلوب لحماية أمن إسرائيل.
بعد العراق جاء الدور على سوريا التي أمكن تفجيرها من الداخل ، بعد أن أطلق الإخوان المسلمون الشرارة الأولى من درعا. وبدلاً من أن تحارب إسرائيل الجيش السوري أمكن تجنيد عشرات التنظيمات الإرهابية للقيام بالعملية نيابة عن إسرائيل. وهي تفعل ذلك لمرضاة الله!!.
الدور الآن على مصر ، فقد أمكن تحقيق انحراف الربيع العربي ، ثم قفز الإخوان وركبوا موجة الثورة الشعبية ، وظهر فشلهم في الحكم ، ومن ثم استبعادهم فتحولوا إلى قوة لتدمير مصر ، وقتل شرطتها وجنودها وتفجير مرافقها العامة وضربها اقتصادياً.
حوادث الطائرات المتكررة أسلوب مبتكـر لإرهاق مصر وإضعافها اقتصادياً ، وما زالت الجهود لتدمير الدولة المصرية وإضعافها في أولها. ومن حسن حظ إسرائيل أن في مصر جهاديين وإخوانا مستعدون للموت في سبيل إسقاط بلدهم.
نعم مصر مستهدفة لكي لا تقوم للعرب قائمة ، وليس من قبيل الصدف أن يتـم تدمير كل دولة عربية تهدد أو يمكن أن تهدد إسرائيل صراحةً أو ضمناً.
هل لإسرائيل يد في ذلك كله؟ وهل يقوى إرهابيو سيناء على الوقوف في وجه الدولة المصرية لولا أنهم مدعومون بالمال والسلاح والتدريب والحملات الفضائية من جهات ليست بعيدة عن إسرائيل.
الراي