في إحدى المرات كنت أقف بسيارتي على الإشارة الضوئية فابتسمت لي إحداهن وغادرت مسرعة ولم أستطع اللحاق بها.
بعدها بساعة ارتفعت درجة حرارتي، وانسدت شهيتي عن الطعام، وجلست أناظر القمر، وأسمع أغنية محمد عبده (ياليل خبرني عن أمر المعاناة)، وجميع من حولي اعتقدوا أنني مريض مرضا شديدا. في اليوم التالي تركت كل أعمالي، وعدت بنفس التوقيت إلى نفس الاشارة علّني أشاهدها، وكررت الذهاب لمدة أسبوع فكان من يقف على الإشارة يعتقد انني (متسوّل) ويتم إعطائي صدقة أموالهم!!
لم أيأس حتى حضرت الشرطة وألقت القبض علي، وسردت للضابط قصتي مع من (أطلت علي مبسم فيه زواويج) وكاد أن يبكي من شدة تعاطفه مع مأساتي، وأطلق سراحي على أن لا أعود للوقوف على الإشارة ونصحني بالصيام فانه لي وجاء!!
في الصين عريس ليلة دخلته لم (يتكهرب)، ولم ينس اسمه، ولم يوص من حوله بان لا يتصلوا معه لمدة سنة، ولم يسأل عروسه إن كانت تحب أن يكون المولود ذكرا أم أنثى؟!
بل جلسا سويا ليلة دخلتهما ليدونا بخط يديهما دستور الحزب الشيوعي وهما يلبسان ملابس الزفاف.. أعرف أن ليلة الدخلة الناس تدون فيها (الخيل والليل والبيداء تعرفني.. والسيف والرمح والقرطاس والقلم).. وهذا العريس يدون دستور الحزب الشيوعي!!
الكارثة أن العروس لم تغضب، ولم تقل له: "خلى" الحزب الشيوعي ينفعك، سأذهب صباحا إلى منزل أهلي ولن أعود حتى تترك الحزب، بل جلست معه وناقشا سويا الدستور.. ونحن في ليلة الدخلة لو نموت من العطش ما ذهبنا لشرب الماء!!
نسأل برسم القلق والخوف العربي؟! هل لهذا الحد وصل انتماء الأفراد لأحزابهم وبرامجهم السياسية بحيث أصبحت تطغى على عواطفهم ومشاعرهم الانسانية، ونحن إذا دخل أحدهم.. وصرخت عليه: اهرب لقد وصلت داعش لن يغادر موقعه حتى لو طارت فيها رقبته!!
نحن في أوقات فراغنا لو تحدثنا في موضوع سياسي يناقش قضايا الأمة لطالبوك بتغيير الموضوع، وهم في أحرج الأوقات يناقشون قضاياهم السياسية..
لو كان هذا العريس عربيا لتم إعدامه والبراءة من أفعاله.. فنحن أمة لا ترى أن هناك قضية أهم من قضية الزواج والأولاد!!
الشرق القطرية