جفّت شتلات العمر بفقدك يا أمي
27-05-2016 02:08 AM
عمون - ليس لرحيلك يوم يا أُمي فكلّ يوم يتكرر مشهد موتك أمامي بتفاصيله المحزنة التي لم تبق لــ أحزان الدنيا شيئا
ليس لرحيلك يوم ولا وقت لأنك حاضرة أمامي في كل لحظاتي
لأنك السند الذي أتكئ عليه في حياتك ومماتك لم ولن يأخذك الموت مني
لن أنساك ما دمت أحتمى بذكراك كلما ضاقت علي دوائر الهمّ وضقت أنا بها!!
مازالت نصائحك قنديلا أبدد به عتمة ليلي كلما ازدادت حلكته وما أكثرها يا أُمي!!
كل شئ من حولي أصبح ممزوجا برائحة الموت وتدفقات أنهر الألم والحزن تكحل عيني بندى دموع لم تجف منذ رحيلك عني.
مازلتِ حاضرة أخايل كفيك تمسحان دمعي وتربتان على كتفي تماما كما كنت تفعلين وأنا أنهار أمامك بسيل اعترافاتي تسابقها دموعي
ما أحوجني اليوم إليك وأنا أحاصر من كل صوب والسهام تخترقني بلارحمة
ما أحوجني اليك وقد اختلطت كل المشاعر من حولي وترمّدت بلون ضبابي عتّم بصيرتي
آآآآآآآآآآه زفرة من صدر الحرمان أنفثها من قلب أصبح صخرة مكتومة الصوت حتى النحيب ما عدت أقوى عليه.
صّمت كل الاذآن بعدك يا أمي فارتدّ صوتي إلى داخلي وغدت شكواي نحيب مكتوم
أمي
ودوائر الفقد تطبق على أنفاسي أراك بريقا يجتاح عتمة غيابك التي
لفتني منذ وارى جسدك الطاهر الثرى وحبي لك يوازي حزني عليك
فقدك يا أمي قد ترك في داخلي جرحا غائرا يتسع بامتداد العمر ويزداد غورا ووجعا
وقفة حزني يوم رحيلك تسيل أدمعي أنهارا من طعنات ذكرى ما فتئت تتفتق بداخلي كل يوم وما زلت أراوح مكاني منذ ذلك اليوم المشؤوم وقد ضاق القلب المكلوم بحزني وحنيني إليك قد فاضت به وديان الحنايا
أعوام مضت على رحيك لم أجرؤ يوما على التطلّع إلى صورك في ألبوم الذكريات إلى هذا الحدّ قد بلغ مني الضعف مبلغه
يا أمي
كم أنا عطشى لــ أنهل من نبع حنانك العذب حتى الارتواء
ضاقت الدنيا بوجهي وتجهّمت فأشاح الفرح وجهة عني ومضى وكأنه على موعد مع رحيلك هو الآخر
كم أتمنى أن تأتيني الشجاعة على التطلّع إلى صورتك أسكب عليها عبراتي التي فاض بها قفص الصدر علّها تطفئ بداخلي لوعة فراقك التي مابرحت جذوتها تزداد اشتعالا طالما غذّتها الايام بوقود مرارتها وجفوتها
رحيلك يا أمي يوم لن تسقطه السنين في قاع النسيان سيظلّ حيّا ينبض أمامي حتى آخر العمر.
منذ رحلت إلى أحضان التراب الذي منه أتيت وأنتِ لا تفارقين روحي
حتى في حزني وفجيعتي تفرّدت لم يشأ القدر الآ أن يكرمني بوجع أقسى من كل الأوجاع!! لم يمهلني حتى أجفف دمع فجيعتي
رغم رحيلك يا أُمي مازلت تخطرين من أمامي بوجهك النديّ السمح التقاسيم وطيبتك التي لاتشبه شيئا يا أمي
ومازال نور وجهك سراجا يبدد ظلمة الحزن بداخلي
مازال صوتك في أُذني يردد كلماتك الحنونة التي ترسخت في عقلي وعقليتي وغرستها بوجداني .......
ستبقين يا أُمي كأحلى الوردات تضمخين عمري بطيب عطرك نصائحا شكّلت سلوكي وقيّمي
كم أنار دفء انفاسك يا أُمي دروب غالت في توحشها وقتامتها
أحتاجك يا أمي في اليوم الواحد مئات المرات
أحتاج أن ادفن رأسي بصدرك كما تعودت كلما ضقت بأموري التي كانت يومها صغيرة حدّ التفاهة بقياس ما أنا فيه اليوم وما أكثر ما أسودّت الدنيا في وجهي ولا أجد من يخفف عني سوى اجترار التذكر والذكرى
أحتاجك اليوم يا أمي هل تسمعيني؟
وكيف تسمعيني وأنت في دار الحق وأنا في دار الباطل
أنت في دار النقاء وأنا في دار النفاق والشقاء !
لا خوف عليك يا أمي وأنت ِ في يد الرحمن الرحيم أما أنا فأسقط كل يوم في أشداق الفقد بلا رحمة
أمي سكنتي أحداقي وستبقى ذاكراك عامرة في قلبي حتى اخر أنفاسي !
كنت أستند كاهلك في دنياك فأصبحت اتكئ على ذكراك في دنياي ولم يعد لي الا الذكرى سندي الذي ألجأ إليه بعد رحيلك.
بفقدك يا أمي سأظلّ أخيط الجرح بالحزن
أمي ........أسعد بأنانيتي حين أقول :
" لن تتكرر أُم مثلك أبدا أنت مثل الموت تماما قوية مزلزلة في حضورك كما في غيابك "
ستظلين مثل النخلة باسقة أبدا وسأبقى أنا و اخوتي غراسك من بعدك
قرّي عينا ونامي يا أمي رحمك الله و اسكنك فسيح جناته
ابنتك ايمان ...