عشرة أعوام احتشدت في ليلة امتدت حتى الصباح كنت فيها بصحبة كتاب للصحافية الكبيرة رندا حبيب وهي تروي بل تؤرخ لحقبة لم تزل احداثها بالنسبة للاردنيين محفوظة بين الجفن والحدقة.. فكتاب الحسين ابا وابنا يروي برشاقة تخلو تماما من التكلف احداثا ارتسمت ظلالها في ذاكرة كل الاردنيين وان لم يكونوا بتفاصيل المشهد لحظة وقوعه فإن رندا نابت عن الاغلبية الساحقة في معايشة التفاصيل وها هي تنثرها بين دفتي كتاب شكل درسا اردنيا بامتياز في الصحافة الراقية.
كنت بعد طي كل صفحة اسأل نفسي لعلها فضلت اخفاء بعض التفاصيل وكنت اجيب نفسي فورا بانها ما كانت لتخفي شيئا بعد ان بنت بينها والرأي العام تراثا من الثقة والمصداقية عزت على اخرين، ولعل الالحاح في السؤال عن مزيد من التفاصيل يقع في باب العطش الذي لا يروى لكل ما يتعلق بالحسين.
استعيد تفاصيل عايشتها مواطنا وصحافيا مبتدئا كنت وقتها مثل كثيرين من اقراني نسأل هل بثت وكالة الانباء الفرنسية جديدا فالوكالة هي هي رندا حبيب بكل ما تحمله هذه الصحافية من هالة تتصل بالق صاحبة الجلالة.
لقد سدت رندا ثغرة بقيت مفتوحة حتى الامس حاول ملء بعضها اناس لا يكتبون بحب، فهؤلاء رغم كونهم ممن يحسبون من اهرامات الصحافة العربية الا انه اغاضهم ان يحظى الملك ابن الملك وحفيد الملك وابو الملك بكل هذه الحفاوة عند الوداع الاخير، ولعل بعض الاشقاء وجد في الفراغ التأريخي لاخطر الحقب الاردنية مساحة لينال من الراحل الكبير فيستصغر الارث الذي حمله اكبر انجاله الملك عبدالله الثاني.
رندا طوت صفحة وجهات نظر و بضمنها شطحات هيكل عبر كتابها وكانت اللغة رشيقة وبلا تكلف راصد فيها لحظة الانتقال المهيب للسلطة من جيل هاشمي لاخر.
ليست هذه قراءة في الكتاب فللقراءة شروطها التي لم اوفرها في هذه العجالة وان كنت بصددها لاحقا لكنني لم اقاوم اغراء الكتابة عن جملة الانطباعات التي تشكلت بعد القراءة الاولى.
ربما يستكثر القارئ ان ترد في المتن بعض الاسماء لان الحدث كان اكبر واللحظة كانت اغنى والتاريخ لا يحتمل العابرين في الكلام غير العابر.
كتاب الحسين ابا وابنا جدير بان يكون في مكتبة كل اردني ففيه من رائحة الذين نحبهم ملك حبيب ووري الثرى وملك قريب يضيء لنا الدروب.
samizobaidi@gmail.com
عن الراي