facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




المغازي الانسانية لزيارة الملك لبلجيكا


د. عدنان سعد الزعبي
23-05-2016 03:03 PM

كعادة الملك يختار الزمان والمكان المناسبين والديباجة التي تتلاءم مع الاطار الزماني والمكاني ليطلق رسائله للعالم، فالحديث عن الاسلام وحقيقته ودحض صور التشويه التي اصبحت مصلحة عند البعض يتقنون فنها ويصيغون ادواتها ويبدعون بمنهجية تنفيذها، هذا الحديث يحتاج الى مهرة يدركون معنى وقيمة التوقيت وزمانه ومكانه والفكر العالمي وتوجهه ليصار الى مخاطبته بمثل ما يدرك ويعي وينتهج؟

فالملك اختار جامعة لوفان للدراسات الدينية المختصة بالاديان لتكون منطلقه لرسالة الاسلام وتصويب الافكار التي لوثت المعاني في ذهنية الاروبي ليعيد تذكير العالم ان مبادئ حقوق الانسان وقيم التعايش السلمي فعدم القتل او التدمير والتعامل بحسنى واحترام انسانية الانسان في معتقداته وفكره وثقافته وتوجهه هو جزء من رسالة الاسلام التي كانت الجيوش توصى بها قبل خروجها للحرب فلا قتل شيخ او امراة او طفل ولا رجل الا من اراد القتال، ولا قطع شجره ولا هدم دير ولا هدم كنيسه او اي مكان للعباده ولا اكراه للناس على اعتناق الاسلام فلا اكراه بالدين والدعوة الى التعامل الطيب الحسن، وان يحترموا ثقافة وفكر الشعوب والمجتمعات وان يتعاملوا بالحسنى والصدق والاقناع والمثل النبيلة.
نعم لقد مثلت هذه القيم قواعد حقوق الانسان التي جاءت بها اتفاقية جنيف بعد الف سنة من صدور قيم الاسلام النبيلة.. وهي مازالت راسخة في مجتمعاتنا العربية والاسلامية وان من خرجوا عن ذلك لا علاقة لهم بالاسلام؟ ولا بد من تعميم هذه القيم لتكون شعارا نعمل فيه جميعا في دول ومجتمعات العالم .

نعم انها رسالة في الدفاع عن روح الاسلام ومبادئه وهي بنفس الوقت تعرية للمدعين به لغايات سياسية واطماع مختلفة، فليس من شيم الاسلام القتل نحرا والحرق وليس من شيم الاسلام, الاستيلاء على الموارد، واغلاق المدارس، ومصادرة الانتاج والمصانع, وتحريم وسائل الاعلام والسبي وانتهاك الانسانية وتكفير الآخرين، واحتكار الحقيقة . وغيرها وغيرها فهؤلاء خرجوا عن الاسلام وتمسكوا بالارهاب كمنهج يريدون فيه تشويه صورة النبل والطهارة والعفة التي يتمتع بها ديننا الحنيف وبالتالي المسلمون.


فالمسلمون الان موجودون في كل دول العالم وقد ساهموا بشكل كبير في بناء مجتمعاتهم ولهم دورهم كبقية المجتمعات الاخرى في بناء اوروبا وامريكا وغيرها وهم امتداد لاسلافهم الذين صدروا الحضارة العربية والاسلامية لاوروبا وخاصة حضارة الحرف والكلمة والورق والتي على اثرها بدأت حضارت الغرب ونهوضها وتطورها عام 1439 بعد صناعة الطباعة على يد جوتنبرغ ولهذا فان بناء علاقات تعاونية وفضاءات انسانية رحبه مسألة لا بد وان نعمل عليها جميعا موجها دعوة تحمل في طياتها مسؤوليه مشتركة في الدفاع عن مستقبل الامم الذي هو بالاساس مستقبل مشترك.

وكانت الرسالة الثانية التي ضمنها خطاب الملك تناولت اسباب الارهاب الذي لم يقتصر على منطقة دون منطقة وطرق علاجه وحتى يكون الاقناع مشتركا والكلام بمصداقية كبرى وينطلق من واقعية وجدية وحقيقة، فقد تحدث الملك اساسا عند دور المسلمين والدول الاسلامية للدفاع عن دينهم ضد المشوهين الخارجين عليه اضافة الى تعاون عالمي جاد يتحمل كل طرف مسؤوليته . فاروبا اكثر المرشحين لمشاهدة العنف وبنفس الوقت اكثرهم مسؤولية في التعامل الجاد لمواجهة هذه الخطر الداهم خاصة اذا لم ينظروا بعين صائبة للتعامل مع دول البلقان المسلمة التي هي جزء من اوروبا. فاوروبا سوف تعاني اذا لم تتعامل مثلا مع مثل هذه الدول التي تزخر بالمسلمين وتدفعها نحو الاندماج والاعتدال لاخراجهم من حال العنف وابقائهم في حالة الاستقرار، فعزلها واستمرار اتهامها مسألة ستولد ما لا يحمد عقباه وعلى اوروبا التيقض والانتباه والاسراع لمعالجة ذلك؟ وما ينطلق على اوروبا ينطبق على العالم باسره والجميع معني بدوره ومسؤولياته لبناء مستقبل مشترك اوسع رحابة.

ان المجتمع الانساني باسره يعاني من مسألة الارهاب، والقلق من الارهاب ولا يمكن تحديده في الشرق الاوسط او في افريقيا او في اوروبا فهو مصدر قلق عالمي وهذا القلق الشديد يتطلب عملا جماعيا عالميا جادا ومكثفا ومنسقا لا يكتفي بالتعاون الامني ولا بالجهود الدبلوماسية العالمية والمناداة بالعدالة العالمية دون حركة ملموسة في ارض الواقع بل ان الامر يحتاج ايضا الى شراكة اقتصادية داعمة للدول والمجتمعات التي تعاني جراء هذه الويلات حتى تمكنها من الثبات وعدم الخروج والانضواء تحت شعارات انتقاميه وغير انسانية.

ولهذا فان الملك وجه رسالة هامة لاوروبا ومن عاصمة اوروبا بروكسل تؤكد على الدور الاوروبي ومسؤوليته العالمية والانسانية لتكريس مفهوم التعايش والاندماج والاحترام وتعزيز قيم العون المتبادل بين الدول وفتح فضاء عالمي اوسع للتعاون في كل نواحي الحياه، ولا ادل على ذلك مسألة اللاجئين التي وحدت الرؤى العالميه وحددت الروابط لمعالجة ومواجهة هذه الحالة الرهيبة.

رسائل ملكية في خطابه الاعلامي تعظم القيم الانسانية النبيلة وتدافع عن خصائص الامة ودينها الذي استقصده المتربصون به بايادي ابنائه او بعض ابنائه مستغلين حالة القهر والفقر والبطالة والغربة المعلومة المغلوطة التي كانت تغسل ادمغة الشباب وتوجههم.

فهل ادركنا الآن معنى الزيارات الملكيه لعواصم العالم وللصروح السياسية والدبلوماسية والعلميه والبحثية؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :