أيام قليلة ويقام المهرجان السنوي لتجهيزات الأعراس في أحد فنادق عمان الخمس نجوم ونيف،الدنيا ستقوم وتقعد والمعرض سيشارك به عشرات دور الأزياء العالمية، المهرجان الضخم يأتي في موسم الحب، حيث تتفتح شهية الأرض للحب و الألوان والربيع.الغريب ان هناك قسما خاصا فقط لتجهيز أم العروس، أقمشة مطعمة بكريستال الشواروفيسكي، فساتين هوت كوتور وحرائر، تسريحات شعر و شينيونات مبتكرة، كل هذا من أجل أم العروس فقط، و حتى تكتمل الصورة سيقام عرض أزياء خاص بأزياء و تجهيزات الحماة ، وعلى العريس المسكين ان يتأبط ذراع خطيبته من جهة و يتزبط الشيء الفلاني من جهة أخرى، ليس من اجل عروسه فقط بل لمظهر وطلة حماته الجديدة...
العام الفائت برنامج يسعد صباحك عرض تقريراً خاصاً عن هذا المهرجان السنوي، وركز على عرض أزياء تم في ارض المهرجان فقط لعرض أزياء أم العروس، البرنامج استضاف عدداً من الأمهات العارضات اللواتي شاركن في عرض الأزياء، جدتي صوبت بامتعاض واضح كلمة طلق ان شا اللـه عندما شاهدت في تقرير المهرجان سيدة خمسينية، تفاخرت بمشاركتها كعارضة أزياء في العرض الخاص بأم العروس، و أظن أن جدتي تراجعت قليلاً في نهاية التقرير عندما تم عرض مشاهد حية من تمايل السيدات و تبخترهن على منصة العرض بقول الله يا مطرق الخيزران ...
سقى الله على مقطع قماش الصوف الربيعي !!! حيث كان العريس يطيب خاطر حماته الجديدة بمقطع قماش صوف ربيعي، فهناك أنواع عديدة منه مشجر، مورد، إمونس ... اهم ما يمتاز به الصوف الربيعي انه إمبرد بعض الشيء، لكنه قد يشرب و يكش قليلاً...
الصوف الربيعي يستخدم لشد وجوه جديدة للفرشات والمخدات، غطاء لجرة الغاز و بيت الخبز، وملابس ،هذا ليس كل شيء، بل تُدك منه أشياء أخرى لامجال لذكرها في هذا المقام.
يكتسي البيت وأهله من هذا المقطع، أما طقس التدكيك فلا يتم بين نسوان الحي إلا بوجود المتخصصة عَدْلَه التي فاتت العمر بقطار سريع و ببكلة معدنية سلاحاً أسود مشروع في التدكيك، وتسليك المغيط الأبيض، وقد تعتذر عدله عن عدم استقبال طلبيات جديدة في بداية الموسم بقولها أن لديها 13 تفصيلاً و 15 دكاً ، وكما الحرب فالدك خدعة، حيث اكتشفت من جدتي انه لا يتم دك المغيط إلا بعد أن ينقع القماش في محلول ملحي عالي التركيز حتى يشرب ويأخذ الشكل النهائي...
لن أقــول كم لهونــا و لعبنا إتخبى مليح بين ثنايا رفرفة .... جدتي، عندما كانت تفرد ثناياه الواسعة جداً على طول مدى حبل الغسيل في قلب الحوش، قاماتنا الضئيلة كانت تضيع خلفه ... فعلاً لقد كان زمن العمالقه !