و أخيرا يا كرك .. نتهم بالعنصرية؟
06-08-2008 03:00 AM
ما هو إحساسك عندما يتهمك احدهم في اجتماع رسمي بأنك إنسان" متحيز" أو "عنصري" و كان هدف هذا الاجتماع هو تنظيم العمل لا الانتقاص من قيمتنا و كرامتنا ........................
حقيقة .....صمت للحظات .... لم اعرف بماذا أجيب .... لأني توقعت انه إن كان و لا بد أن يوجه لي أي انتقاد ، فلا بد أن يكون انتقاد منطقي و في صميم العمل ، و أن لا يبنى على أساس شخصي ، و كان اتهامي الغير المنطقي " صفاء فقط تستقبل طلبات أهل الكرك"
لو كان أحدكم مكاني بماذا سيجيب؟
إن ما يجهله البعض أن " الابتسامة في وجه الآخرين صدقة" و إن كنت أتعامل مع أي مراجع أو أي شخص بلباقة بغض النظر عن هويته، فهذا واجبي ، و هذا أساس عملي، علينا أولا أن نعامل الناس باحترام ، أن نراعي ظروفهم و أحوالهم ، هل هذا عيب؟
عندما يأتي والد مع ابنته و لديه من الأمراض ما يعجزك عن العد ...سكري .....ضغط.... هشاشة عظام.... ، و قد جاء فرحا مع ابنته من اجل يتابع معها المشوار الذي بدأه .... هل أعامله و استقبله باحترام ؟ هل اخذ بعين الاعتبار انه قد جاء و قطع مسافات طويلة من اجل أن يصل ..... قد جاء من المفرق..... من الكرك...........أو من العقبة...........بغض النظر عن المكان .......... المهم انه قد قطع مسافات طويلة من اجل هدف نبيل ...... ليس بيدي إلا أن أعامله كوالدي .....
عندما تأتي أم من ابعد محافظات المملكة ..... و تشرح لي بأنها باعت آخر قطعة ذهب لديها لتغطية نفقات السفر .. من أجل أن تأتي مع ابنتها........ كيف سأعاملها ..... هل انحني احتراما لهذه الأم العظيمة و أساعدها ضمن إطار القانون طبعا..... أم اعبس في وجهها......
هذا هو الذنب الذي ارتكبته فأنا عنصرية،
و ذنبي الوحيد الآن أنني " ابنة الكرك" ،
حقيقة اصبحت الآن أخشى أن اذكر اسمي عندما أتعامل مع أي مراجع ، فأنا من الكرك و علي أن اخفي هويتي، أصبحت أخشى أن أتعامل مع أي شخص ترجع أصوله إلى الكرك حتى لا يتهم أي اتهام ، و لأني كلما تعاملت مع أي شخص باحترام يقال " هذا من الكرك".
و أقول :
في الكرك....
المسلم اخو المسيحي...
الفلسطيني اخو الأردني...
ابن السلط .... ابن الطفيلة .... ابن اربد......... ابن عجلون.... أبناء الشمال و الجنوب كلهم أخوة......
هكذا علمتنا يا كرك..
و الآن نتهم بالعنصرية!!
زمن تتهم فيه الإنسانية بالعنصرية ... اختلطت فيه كل المفاهيم .... و أصبحنا نعاب لأننا من هنا أو هناك....
نسوا يا كرك .... بأننا تعلمنا منك كيف نحب الآخرين....
كيف نكون أوفياء......
كيف نكون واضحين ... و أن لا نتلون بمئة لون... أن لا نخاف إلا الله عز و جل.....
نسوا بأننا تعلمنا منك يا كرك.... أن لا نكون جبناء ...و أن لا نطعن من الخلف أو نغدر....
و تعلمنا منك أيضا .... انه إن عجز قضاء الدنيا عن إنصافنا.... فلنرفع شكوانا إلى السماء ...
لان الشهود ملائكة .... و الشكوى محفوظة....
أما القاضي فهو اعدل القضاة والحاكمين...