رسائل كلينتون العدائية تجاه الاردن
المحامي الدكتور هيثم عريفج
22-05-2016 01:00 PM
يدور في الاوساط الرسمية الاردنية قلق خجول من تصريحات ومواقف هيلاري كلينتون تجاه الاردن خلال حملتها الانتخابية، حيث ابدت كلينتون الكثير من المواقف الغريبة و المخالفة لما اعتادت عليه العلاقات الاردنية الامريكية من دفء ومن تصريحات بان الاردن حليف رئيسي في المنطقة الاهم استراتيجياً.
من المؤكد ان رسائل كلينتون تأتي في سياق الرسائل الانتخابية التي تطرحها للتغطية على جنون المرشح الجمهوري ترامب و حملته الفنتازية، لذا فان تلك التصريحات لا يجب ان تؤخذ على اكثر من كونها محاولة للفت الانظار ، و ان رغبة الولايات المتحدة الامريكية الحقيقية بالتاكيد لا تتجه للتخلي عن الحليف الاضمن في المنطقة بعد اسرائيل .
الا ان القلق الاردني قد يكون له ما يبرره بعض الشيء في ظل التطور والتغير السريع للعلاقات والتحالفات الدولية بصورة غير مفهومة ، ومن اهمها التغير الدراماتيكي في مفهوم العلاقات الامريكية السعودية والذي شكل مؤشراً خطيراً على عدم استقرار وضمان العلاقات الدولية مما دفع صناع القرار في الحكومة الاردنية للتخوف من القادم.
وحتى لا ندخل في لعبة الاحتمالات، لا بد للاردن من التفكير بشكل جدي في الحلول المتوافرة لحماية المصالح الاردنية العليا المبنية دائما على التوازنات، وبالاخص في العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة الامريكية.
من المهم ان يتم بناء قاعدة قوية داخل الكونغرس الامريكي من خلال مخاطبة الكونغرس بصورة يستطيع فهمها، بوساطة الاردنيين القادرين على ذلك ، والذين يحظون بثقة اعضاء داخل الكونغرس بحيث يتم مخاطبة الكونغرس باللغة التي يفهمها ، هذا الامر مشابه الى حد كبير لما تقوم به جماعات الضغط الاسرائيلية .
التوازن الذي نبحث عنه يمكن ايجاده بسهولة في حال تعامل الاردن بذكاء من خلال استغلال مفاتيح اردنية قادرة على التاثير، ذلك كون تلك المفاتيح مصدر ثقة ووزن لدى العديد من القوى داخل الكونغرس الامريكي والذي يؤثر بشكل كبير على رسم السياسات الامريكية وان تغيرت الادارات او تعارضت وجهات النظر.