في خطوة رائدة وغير مسبوقة في منظومة العمل الامني عامه والشرطي خاصة، اطلق مدير الامن العام اللواء عاطف السعودي قبل ايام اول ادارة متخصصة في الاعلام الامني تحت مسمى "ادارة الاعلام الامني" حيث تعد وبكل المقاييس اضافة نوعية تعكس روح الانفتاح والثقة بالاداء الامني.

فادارة الاعلام الامني الوليدة ما هي الا حلقة اساسية ضمن حلقات استكمال عناصر الاستراتيجية الاعلامية الوطنية التي تسعى الى توحيد وتنسيق جهود الاجهزة الاعلامية بمختلف انواعها المدنية منها والعسكرية، الحكومية منها والخاصة، تحت مظلة منظومة شاملة في الاهداف ومحددة في الرسالة والمحتوى ودقيقة في اسلوب المعالجة والطرح للاحداث والقضايا.

انطلاق ادارة الاعلام الامني واعلان ميلادها ينطوي في الحقيقة على عدة ابعاد ومؤشرات لا تخفى على متابعي الاعلام الامني واهمها: انها دليل ثقة جهاز الامن العام في مستوى ادائه بالخدمة المقدمه للوطن والمواطنين وفي مستوى حرفية تعاطيه مع الاحداث بمختلف تفاصيلها. ثانيا، ان هذه الادارة مؤشر على روح المبادرة التي تحرص قيادة الجهاز على تعزيزها في العمل الشرطي ذات الطبيعة الخدمية المدنية والتي تهدف بالاساس كمطبخ معلوماتي الى التفاعل مع مكونات المجتمع الاردني وتفاصيل احداثه ونشاطاته.

ولم تأت هذه الادارة من فراغ او ترف اداري او قرار اعتباطي وانما هي خطوة رائدة تنم عن وعي وادراك عميق وتفهم حقيقي لقيادة جهاز الامن العام للدور الكبير الذي يطلع به الاعلام والرسالة التي يتولاها الاعلاميين والصحفيين الذين وضعهم مدير الامن العام بمنزلة شرفية كبيرة حينما وصفهم الخميس الماضي بـ "الزملاء والشركاء" كفريق واحد في حماية الوطن وتعزيز الجبهة الداخلية من قوى الشر والظلام وفي ردع الفاسدين المارقين عن القانون.

وتتضاعف اهمية هذه الادارة من الظروف الاستثنائية وغير المسبوقة التي انطلقت فيها، حيث تعبر المنطقة والاقليم برمته بحاله عدم استقرار سياسي وفوضى امنية واستهداف دائم لاستقرار الاردن وانسانه امنيا وفكريا، اقليم ملتهب تستخدم فيه دولا وتنظيمات الاعلام بصورة فاعلة وكقوة ضاربة في ادارة ازمات المنطقة. وانشاء هذه الادارة انما يعكس قناعة وايمان قيادة جهاز الامن العام بالدور الطليعي الذي يلعبه الاعلام وخاصة الامني المتخصص المحترف في معركة كسب العقول والقلوب وتجنيب الوطن افكار وسموم قوى الشر والتطرف التي تلعب دوما على مشاعر الناس وعواطفهم لاختراق الجبهة الدخلية. نعم، جاءت هذه الادارة بما تحمله من قيم ورسالة ورؤى "منصة" لصد قوى الظلام زتحييد قوى الانغلاق والتعصب، ولتكون المنبر الانسب في منظومة امنية ووقائية متكاملة لحماية الوطن وانسانه من شر الاشاعات المحمومه التي لا تنفك قوى الارهاب وتجار المواقف والقيم من محاولة بثها باستمرار.

والاهم في محطة هذه الادارة انها جاءت تتويجا لجهود حقيقية وصادقة ومخلصة وامتدادا لسنوات ناضجه وتجربة عميقة ومتراكمة من الاداء المتميز والمتدرج لمنظومة الاعلام الامني التي تدرجت في البناء بدءا من المكتب الاعلامي مرورا باذاعة امن اف ام وانتهاء باطلاق فضائية تلفزيونية للاعلام الامني.

في الختام، ولدت هذه الادارة وتحمل معها كل مقومات تميزها ونجاحها وتفوقها بما تمتلكة من ارادة جادة وحقيقية من قيادة الجهاز الامني في الانفتاح المنضبط والمسؤول على مكونات المجتمع ولما تمتلكه الادارة من كوادر محترفه ومتراكمه الخبرة في العمل الاعلامي والامني يقودها ضابط المعي هو العقيد خضر ال خطاب والتي تؤمن هذه الادارة بتقديم رسالة اعلامية وطنية و متوازنه ومسؤوله وموضوعية وبنهج يعلي قيمة الامن المجتمعي ويحترم العقل البشري وحقه في المعرفة!! تحية للواء السعودي وبالتوفيق لادارة الاعلام الامني في خدمة الوطن!

*نائب عميد كلية الاعلام- جامعة اليرموك

Khalaf.tahat@yahoo.com