facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




عن طالب الدقس ..


المهندس محمد ابو رياش
21-05-2016 03:48 PM

طالب الدقس والله لا يخزيك الله ابدا

ففد كنت كما كان نبيك وقدوتك صلى الله عليه وسلم
تصل الرحم وتعين على نوائب الدهر

شتاء عام 1980 ضمتني حجرة جامعية مع شخص لطيف المعشر مهذب الكلمات يشيع الود والإنس بين رفقاء الشقة
يداعب هذا ويسري عن هذا بشخصية جذابة ساحرة
تعرفت إليه فإذا به من بلدي بئر السبع ومن أعرق قبائلها قبيلة الجبارات ومن اشرفها نسبا عشيرة الدقس

كنت قد أتيت من عمان الحبيبة حاضرة الاردن الغالي
بدوي الاسم مدني الطباع والسلوك

عندما تقرب مني وقربت منه وجدني لست أحمل هوية البدوي الجميلة وفي نفس الوقت لست بذلك المدني عيشة وسيرة حياة
وإنما بين البينين فلست بالبدوي صفات وسلوكا ولست بالمدني طباعا وحياة
عرف ذلك مني فآلى رحمه الله على أن يعيد تشكيلي بدويا أصالة ومعاصرة

وهكذا سارت بي الحياة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة الحجازية
كان رحمه الله صريحا مباشرا ولكن بتهذيب وإناقة
اقتبست منه صراحته وصدقه واعجبت بظرفه وسرعة بداهته إذ كان رحمه الله محط أنظار الجالسين ومستقطب انتباههم وقلوبهم
كان رحمه الله معطاءا بلا حدود وكريما وجوادا سمحا دون منة أو دالة
كان شهما ذا نخوة عجيبة ما أن تدعوه إلا ويلبي النداء دون إبطاء رغم اشغاله وانشغاله
كان ودودا متوددا لين الجانب والمعشر متواضعا رفيع التواضع
ويزين كل ذلك ثقافة أدبية جمة سواء ثقافة البداوة التي يتقنها بإيداع أو ثقافة الأدب والشعر
كان رحمه الله ذا همة عجيبة وطاقة لا تعرف الكلل أو الملل سقف طموحاته لا ينتهي وان كان غاية أمله إرضاء مولاه سبحانه وتعالى
لي مع طالب الدقس حكايات وحكايات ومواقف ومواقف امتدت قرابة ثلاثة عقود ونيف لم ينقطع حبل تواصلنا خلالها ابدا
موقف لا انساه ابدا عندما نقل لي موقف العلامة الكبير الاستاذ الدكتور عبدالرحمن بارود في مقولته الشهيرة
وفوق كل ذي علم عليم في معرض تعقيبه على من تخطاه مسرعا بسيارته
وموقف وقوفه بجانبي في قصة جميل اركوبي الجميلة حقا والمغامرة جدا

كان رحمه الله يواصلني انا والأخوة الأحبة زملاء الدراسة الجامعية فكان كثيرا ما يدعونا إلى مائدته البدوية الجميلة
وكان رحمه الله يتصل هاتفيا للاطمئنان وكان صاحب واجب فقد آلى على نفسه رغم حالته الصحية إلا أن يقوم بواجب العزاء عند وفاة عمي حامد رحمهما الله تعالى قبل وفاته بشهر
دعاني إلى وليمة أعدها لتكريم أصدقاءه في مراحل الدراسة قبل الجامعية وفاء لهم وتقديرا لكن ولسوء طالعي لم أتمكن من الحضور
كانت آخر مكالمة بيننا قبل وفاته رحمه الله بأسبوع عندما استفسرت منه عن مقالته التي نشرها بخصوص السبعاوية وعين الباشا حيث وقف رحمه الله وقفة الأسود الشجعان ضد أي عمل يريد بعين الباشا شرا
إذ كان كنبيه وقدوته صلى الله عليه وسلم وفيا مخلصا للمكان الذي نشأ فيه وشرب من ماءه وبنفس هواءه
طالب الدقس رحمه الله تعالى كان نجم المجالس ومركز أحاديثها فهو وان لم يكن شيخ قبيلة أو زعيم قوم لكنه كان بقوة فكره وشخصيته الجذابة كل ذلك
رحمك الله يا صديقي واخي وحبيبي أبا ابراهيم والذي أدين لك بما وصلت إليه شخصيتي من فكر وأسلوب ومسيرة حياة
مصابي بك كبيرا كبيرا وربما أكثر من عشيرتك وأهلك
لاني وجدت فيك رحمك الله ضالتي في البدوي المعاصر الأصيل
وما يعزيني ويسري عني ان يوم جنازتك كان يوم الجمعة احب الأيام إلى الله تعالى
هنيئا للجنان التي تزينت لمقدمك والتي عسى الله أن نلقاك في فردوسها الأعلى مع نبينا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم
مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
وسلام الله عليك في الخالدين





  • 1 ام مصعب 29-06-2016 | 12:38 AM

    فعلا صدقا كما وصفته يا مهندس محمد

  • 2 ام مصعب 02-07-2016 | 11:39 PM

    الاخ المهندس محمد ابو رياش

    كنت أود التعليق على رثائك لشقيقي المرحوم طالب الدقس لكنني لم اتمالك نفسي لهول المصاب.

    بارك الله فيك فلقد لمست صدق مشاعرك تجاه أخي وتعبيرك الصادق عما يجول بخاطرك تجاهه فهو فعلا كما وصفته والله أشهد أنه واصل للرحم جواد معطاء بلا حدود ولا منه

  • 3 ام مصعب 03-07-2016 | 12:11 AM

    عندما كان أخي ابو ابراهيم يدعونا إلى وليمة من شدة سروره بحضورنا نحن والمدعوين يشعرنا بأننا الداعين ولسنا المدعوين .

    والله إن مصابنا لعظيم ونحن لا نجزع من قضاء الله وقدره ولكن نفتقد روح الدعابة والمرح والابتسامة التي لاتفارقه فهو والله لشهم ما ان تستغيث به ألا ويلبي النداء رغم كما وصفته-اشتغاله وانشغاله

    وانت والله يا مهندس من الاسماءالتي كانت تتردد على لسانه فهو يكن لك الحب والتقدير وأصدقاؤه كثر وهو دائما فخور بهم نحفظ اسمائهم دون ان نراهم نعرف طباعهم وعلاقتهم القوية به.

    كل مانتمناه أن تبقوا على تواصل مع ابنائه وأشقائه ستجدونهم ان شاء الله بنفس الصفات "قل لا اسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى "

    ونشكر كل من واسانا في مصابنا سواء من السلط الابية او الباكستان او السعودية او قطر او كل بقاع الارض فلقد لمسنا صدق المشاعر من الجميع وإن شاء الله نشارك الجميع في أفراحهم ونرجو منكم الدعاء المستمر للغالي على قلوبنا وقلوبكم أبي ابراهيم والملتقى ان شاء الله يا أخي ومهجة قلبي أبا ابراهيم في الجنان حيث الخلود .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :