في أيار وحزيران تزدحم المناسبات الوطنية ، ففيهما تمر عيد العمال وذكرى إستقلال المملكة ويوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى وذكرى الجلوس الملكي على العرش .. وهي أيام وطنية ترفع فيها من منسوب الولاء والإنتماء للوطن ، وترفع أيضا فيها الأعلام على السواري الشامخات وتزهو به الشرفات .. نحتاج هذا الفرح ونحتاج أن نعلّمه لأطفالنا في زمن يتم فيه ترسيخ وتجذير سياسة التذمر والشكوى وتعم فيه ثقافة الحزن بلا سبب ، حتى صباحا وعندما تفتح المذياع على عشرات الإذاعات اللواتي تكاثرن كالفطر تنهال عليك مئات المشاكل اليومية ويصاحبها نهرا من الدموع والشتائم على البلد والمسؤولين .
في حزيران يزهو العسكر بالرتب الجديدة وتعلّق على الأكتاف النجوم والتيجان المذهبة ، وهي أيضا مكافئة وفخرا ومزيدا من المسؤولية لحاملها ،وأن تظل العيون يقظى والأصابع على الزناد وأن يظل التراب طاهرا .

في أيار وحزيران أيضا تزدان الصدور بالأوسمة ، التي تعبّر عن حالة شكر من الدولة والجيش لحاملها بأنكم كنتم مميزين ، وأن الوسام شهادة حق وفضل لك ، وعندما يرتدى بجانب القلب فهو يقول ما زال النبض أردنيا خافقا بالمحبة والوفاء .
في حزيران تكتحل مؤتة وجامعتها برؤية جلالة القائد الأعلى ، وهو يزورها ويخرّج فرسانها ويسلّم الرايات لجنود الحق والقلم والسيف ، وتعلو الزغاريد وتفيض دموع الفرح من الأهل ان فارسا منهم إلتحق بشرف العسكرية ، وقد علّق نجمة في سماها .. ومنها يمرّ على كلية الملك حسين الجوية ليعلّق أجنحة الطيران على مرشحيها وهم يعتلون صهوات طائراتهم يتغاوون بالفخر والزهو والفروسية .
وفيه أيضا تودع جامعاتنا ومدارسنا كواكب الخريجين بعدما أنهوا سنوات من العلم والعمل والتعلّم، وشادين العزم نحو حياة ومستقبل جديد .. وتزدان ميادينها بالفرح والزغاريد ، وبأثواب الأمهات المطرزات وأشمغة الآباء المهدبة، وتدار القهوة على الضيوف والمباركين .
ما أجمل أيار وحزيران فهما شهران أردنيان مزدانان بالفرح والتفاؤل والثبور .. بورك الوطن وبورك الفرح.