قال احد الموظفين ..." فرحنا كثيرا حين قرروا زيادة رواتبنا خمسين "ليره" شعورا منهم بأحوالنا ...حيث مثلت هذه الزيادة في نظري ربع راتبي الذي كنت أتقاضاه ... والذي لا يكفي لسد رمق أسرتي في مواجهة تغول الأسعار".
واستدرك صاحبنا قائلا... "حالنا مع زيادة الخمسين أصبح أسوأ مما كنا عليه قبلها ...فالخمسين " ليره" تطير مع أول زيارة للسوق، كما يتطاير في الطريق من البنك إلى البيت ما يقبضه المتقاعدون من معاشات تقاعد، ورواتب المعونة الوطنية المخصصة لإعانة الفقراء من أرامل ومطلقات وعاجزين عن العمل".
كان يعتقد صاحبنا أن بمقدوره أن يوفر مبلغا شهريا من هذه الزيادة ، لكن هيهات ... التوفير في ظروفنا أصبح من الماضي، وربما لا تفهمه أجيال اليوم، لا مصطلحا ولا ممارسة، لأن ما يحصل عليه الناس لا يسد ضروريات الحياة .
الحكومة وعدت بأن تكون هناك مراجعة سنوية لرواتب الموظفين من خلال ربط الرواتب بالتضخم ... ولا ندري أين وصل الموضوع ؟! .... نتمنى أن تكون قد توصلت لآلية تمكنها من ذلك في ظل تطاير بورصة الأسعار وتزايد أعداد الفواتير من ماء وكهرباء وهاتف ... وضرائب المسقفات المؤجلة الدفع .
الأخطر ... ما يلوح بالأفق في المدى المنظور من تزايد أعداد العاطلين عن العمل ... الخريجين في مختلف المستويات والتخصصات، إنه من التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع المحلي ... صحيح أن الحكومة لا تملك الحل السحري لمعالجة هكذا قضية ، لكنها مع ذلك تحاول من خلال برنامج وطني للتشغيل .
ونختم مع الأطفال لأنهم المستقبل... وهم مكملو رسالتنا ... فقد سأل أحدهم طفلا: ماذا تحلم أن تصبح في المستقبل؟ فرد ببراءة: أي شيء ... إلا أن أكون موظفا!!.
Zubi1965@hotmail.com