في أحد خطاباته النارية التزم المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب ، بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة ، ومن حسن الحظ أنه لم يقل شيئاً عن ملايين المسلمين الذي يعيشون في أميركا ويحملون جنسيتها.
الأمور لا تقف عند دونالد ترامب ، فقد يكون الأمر مجرد شعار انتخابي يصعب تطبيقه حتى لو فاز ترامب وأصبح رئيساً للولايات المتحدة ، لكن المشكلة تكمن في كون هذه الشعارات المعادية للعرب والمسلمين أسلوباً لكسب الشعبية ، الامر الذي يدل على أن هذا الموقف العدائي لا يقتصر على ترامب، بل يمثل قطاعاً واسعاً من الرأي العام الأميركي المرعوب من الإسلام والمسلمين باعتبار أنهم إرهابيون يهددون أمن البلد الذي يدخلونه أو يعيشون فيه.
في نفس السياق ، تكرر طرد مسافر من الطائرة عند اكتشاف أنه عربي ، وقد حدث ذلك ست مرات خلال الشهور الثلاثة الأولى من هذه السنة.
آخر هذه المرات ما حدث لطالب عراقي يدرس في جامعة كاليفورنيا وكان قد دخل أميركا كلاجئ وهو خير الدين مخزومي وعمره 26 عاماً.
كان خير الدين مسافراً يجلس في أحد مقاعد الطائرة المتجهة من لوس انجلوس إلى اوكلاند عندما تلقى مكالمة هاتفية من والده في بغداد ، الذي طلب منه أن يتصل به بعد الوصول إلى اوكلاند ، فرد بعبارة إن شاء الله.
السيدة الجالسة في المقعد المجاور سمعت اللغة العربية فاعتقدت أن المسافر الذي يجلس بجانبها إرهابي ، فغادرت مكانها لتفعل شيئاً لدرء الخطر الداهم. وفي لحظات كانت الشرطة تنتزع خير الدين من مقعده وتأخذه للتحقيق قبل أن تفرج عنه بعد التأكد من حسن نواياه.
هذه ليست حادثة معزولة ولكنها ابنة قناعة عالمية بأن العالم العربي مصنع الإرهابيين الذين يقلقون راحة العالم ويهددون أمنه ، ولا يترددون في تفجير السيارات والطائرات وقتل العشرات من الأبرياء في عواصم العالم.
هل نلوم هذه العجوز الأميركية ، وهل نلوم الرأي العام الأميركي الذي يمنح أصواته لدونالد ترامب لمجرد أنه يكره المسلمين ، ويتعهد بحماية أميركا من شرورهم!.
يعترف ترامب بأنه ليس صحيحأً أن كل المسلمين إرهابيون ، ولكنه يؤكد أن كل الإرهابيين مسلمون. الأرهابيون استعدوا العالم وحولوه إلى عدو للعرب والمسلمين. وذهب الأبرياء بجريرة الأشقياء.
الراي