من يحب تصديق ارقام المعارضة السورية لحجم الوجود العسكري الايراني في سوريا، فان رقم 80 ألف مقاتل، بما في ذلك الحرس الثوري، والجيش وحزب الله وميليشيات شيعية عراقية وافغانية وباكستانية.. من يحب تصديق هذه الأرقام، فانه سيصل حتماً الى تصديق انسحابات الطيران التي اعلنت عنها موسكو من قواعد اللاذقية، وسيصدق الأرقام المتواضعة لوجود مدربين ورجال استخبارات اميركان في القامشلي وبين الموصل وشمال حلب.
لذا، فمن الطبيعي ان ينتهي مؤتمر فيينا الى لا شيء، سوى التزام الروس والاميركان بمراقبة الهدنة التي يجب ان تشمل كل سوريا. وان تنعقد المفاوضات السورية - السورية.. (ربما) في الأول من حزيران.
• هل انتهى الحل السياسي في سوريا، وانفتحت الابواب السورية على المجهول؟!
- لا احتمال ثالث غير انتهاء سوريا كدولة وكيان سياسي، وشعب واحد.
لكن الدول لها قانون كيماوي معروف: لا شيء يستجد ولا شيء يفنى في الطبيعة. فسوريا الكبرى كانت ولاية عثمانية, وحين انهارت السلطنة تصورنا ان العرب تحرروا فأقاموا مملكة سوريا, حتى صحونا على سايكس - بيكو ووعد بلفور.
سوريا الان ليست للاسد وليست للمعارضة المسلحة, او السياسية او الارهابية. وهي قطعاً ليست لايران. واغلب الظن أن ادارة المذبحة بتوافق اميركي - روسي, سيجعل من سوريا بركة دم عربية - ايرانية, وبمشاركة تماس اسرائيلية - تركية.
*من يشارك في المعركة - المذبحة؟
- .. طبعاً سيكون مجلس التعاون الخليجي عدا عمان, ومصر. وسيكون للاردن موقفاً عربياً, له دور لوجستي ومساند.
ابرز ما في المعركة - المذبحة هو أن كياناً كلبنان سيفقد كيانه السياسي كلياً, اذا اختار «حزب الله» ان يحارب القرارات العقابية التي فرضتها الولايات المتحدة عليه. فهو يهدد الان البنك المركزي اللبناني بمقاومة الهيمنة الاميركية النقدية على العالم.. بغض النظر عن ما يمكن ان تنتهي اليه الامور باغلاق البنوك وافلاس الدولة. فاذا اضفنا الى ذلك فراغ موقع رئاسة الجمهورية، وتجميد مجلس النواب، وتعليق مجلس الوزراء - وفيه حزب الله - في الفراغ، فإن لبنان لن يكون الا جزءاً من المعركة - المذبحة، لكن دون ان يكون لمواطنيه اي دور او رأي.. او قرار سوى الاذعان.. لحزب الله.
.. نحن امام سايكس - بيكو جديد، لكننا لا نعرف حدوده، وكياناته، واسم دوله.
الراي