بعدما استحال تحقيق حلمي في امتلاك شقة في الحبيبة عمان حيث اخبرني موظف البنك انه لا يمكنني شراء شقة عن طريق البنك ما لم اسدد كامل القرض الشخصي وهذا ايضا مستحيل بالنسبة لي كوني كنت (اجدوله) كلما قارب على السداد حتى اصبح مبلغاً كبيراً..
المهم عدت الى البيت أجّر اذيال الخيبة وجلست افكر في حل ناجع لهذه المعضلة ولانني دائما ما افكر بصوت مرتفع فقد افتضح امر القرض الشخصي امام ابنائي مما دفع ابني الفضولي رامي للقول:
(شاطر توخذ قروض و تصرفهم هون و هون وعمرك ما فكرت تشترينا بيت مرتب زي الي شفناه) - كنا قبل هذا قد عاينا شقة حينها لشرائها واعجبتهم جميعا - ثم استطرد متسائلا:
(أحكيلي على ايش ماخذ كل هالقروض!!!)
تناولت علبة سجائري فاخرجت سيجارة ثم اشعلتها وبعد صمت دام عدة دقائق كنت خلالها ابحث عن اجابة تلملم ما تبقى لي من هيبة لدى ابنائي فقلت:
الحمدلله يا رامي ان مرتبي يكفيني ويكفيكم بل حتى يزيد.
قاطعني بسؤاله (اذا الراتب مكفينا لعاد ليش القروض؟)
قلت: اذكر يا ولدي انني في نهاية شهر آب من عام 1993 قد ذهبت الى البنك لاستلام اول مرتب لي وعندما جاء دوري طلب مني موظف البنك ان املأ (الفيشة) وعندما انهيتها سلمتها له.
فقال لي: اين توقيعك؟
قلت: كتبت اسمي ورقم حسابي ووضعت قيمة المبلغ كل في خانته ولكني لم اجد خانة التوقيع.
قال: ها هي.
قلت: اين.
قال: هنا.
قلت: هنا اين.
قال: امام كلمة عميل.
قلت: و من العميل!!!
قال: انت.
كانت اجابته لي كخنجر قد غرس بين اضلعي حتى كاد ان يغشى علي لولا اني تداركت نفسي وصحت في وجهه: انا لست عميل.
لم يتمالك نفسه حينها من الضحك ثم قال لي ضاحكا: عفوا يا اخي انت عميل للبنك.
عندها اشتد غضبي يا ولدي فصحت في وجهه مرة أخرى: أخرس ايها الوضيع انا لست عميلا لك ولا لبنكك ولا حتى لأي احد فانا وطني اباً عن جد وحب الوطن فينا منذ الازل.
رامي: (كل هاظ الي حكيته يا بابا شو دخله في القروض؟؟)
قلت: منذ تلك الحادثة قررت يا ولدي ان آخذ قرض وكلما حان سداده عدت (لاجدوله).
صاح رامي:( لببببببببببببييييييببش).
قلت : حتى يوصفني البنك بالمدين وليس... بالعميل.