يسعى ثلة من السياسيين وكبار الموظفين السابقين ،المتقاعدين حاليا ،أو الطامحين بالعودة للواجهة الرسمية والمناصب العليا ،ومجلس الامة ، الى اعادة انتاج الذات ،والقول للجميع « انا موجود» ويروجون لانفسهم عبر المنابر الاعلامية بدءاً من التواصل الاجتماعي ،الى المضافات والمحاضرات ،ولا يتركون عزاء ولا فرحا الا ولهم فيه نصيب.
الظهور والتواجد العام والاجتماعي حق للجميع ، ولا غبار عليه ، ولكن ان يتزامن مع مصالح انتخابية وشخصية بعد غياب لعشرات السنين عن العامة ومشاكلهم ،وحتى عدم الالتفات اليهم ، أو على الاقل التواصل معهم ،عندما كانت هذه الثلة في المناصب العليا أو حتى المتوسطة ، فهنا مدار الحديث والاعتراض من الاعلام قبل عامة الناس.
ما يطرحه هؤلاء من حلول لمشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والمديونية ، لم يمارسوا 1% منه عندما كانوا في المواقع الرسمية ، وعندما يسألهم البعض عن تباين الحديث قبل المنصب وبعده ، تكون الاجابة: الحقائق في الواقع غير الحكي.
هذا جانب يظهر حب المنصب في حياتنا الاجتماعية ،دون برامج واضحة للكثير في حال تسلموه.
اما الجانب الاشد ظلما ،فهو من الذين عاشوا من خير الوطن ، وربطوا ولاءهم وحبهم له ببقائهم في المنصب ، فاذا تقاعدوا فويل للدولة من بياناتهم وتصريحاتهم ومعارضتهم، التي تتنهي اذا ما تقرر عودتهم لاي منصب بحجة اسكاتهم.
بين ظهرانينا ثلة من هذه الفئة ، لا تؤمن ان التقاعد حق ، ولو كان لديهم ما يقدموه لفعلوا وهم لا رأس وظائفهم ، ولا يستحضروا أنفسهم في كل المناسبات ، لان العامة اصبحت تعرف الحقائق ولا ينطلي عليها الكلام المعسول والوعود البراقة..فنحن مع عودة قريبة للنواب الى قواعدهم الانتخابية ، فكيف يكون حالهم ؟

الراي