عبدالله الثاني .. يقود هجوم السلام العربي
طه ابوردن
29-03-2007 02:00 AM
يلتقي قادة الدول العربية بالرياض في ظل ظروف عربية ودولية وإقليمية معقدة وغاية في الخطورة على امن واستقرار المنطقة برمتها وعلى حاضر ومستقبل القضايا العربية التي تشكل القاسم المشترك لكل الدول العربية باختلاف هوياتها السياسية.
قمة الرياض في غاية الأهمية.. فالرغبة العربية في تحقيق السلام الشامل والعادل هي رغبة حقيقية وصادقة ولكن وفق المبادرة العربية والتي هي مبادرة يمكن القبول بها دوليا في ظل رغبة العديد من الدول الغربية في إنهاء ملف قضية العرب الأولى والسبب الرئيسي في الصراع ،ومن هنا فإن الإرادة العربية في فرض الواقع السياسي الجديد وبعث رسالة صريحة وواضحة للغرب بأن العنف وعدم الاستقرار والكراهية وإلغاء الآخر سوف تستمر في المنطقة في ظل تواصل الصراع العربي - الإسرائيلي وفي ظل الانحياز الأميركي بشكل خاص لإسرائيل والذي أضر كثيرا بفرص السلام لسنوات طويلة.
والمبادرة العربية للسلام لا بد من تقديمها بالشكل الذي يجعلها تملك التأثير على إسرائيل وخلق جدل سياسي داخلها يعيد الاعتبار لثقافة السلام التي انهارت منذ عام 2002 عندما رد شارون على مبادرة السلام العربية بقمة بيروت بعملية السور الواقي ضد عرفات.
يقول سياسي عربي لولا الخطاب التاريخي والشهير للملك عبدالله الثاني في الكونغرس لما أدرك العالم أهمية المبادرة العربية.. انه حقا كان بداية هجوم السلام العربي من واشنطن .
جلالة الملك التقط اللحظة التاريخية والتقط زمام المبادرة وبدا تحركه مبكرا ونجح في دفع الأشقاء من دول الاعتدال يذهبون إلى ذات الرؤية، تحرك مبكرا وأجرى لقاءات مع البيت الأبيض والخارجية الأميركية ووضع على طاولة البحث نقاطا رئيسة تتعلق بإمكانية بدء عملية سلام حقيقية، ووجود شريك سلام حقيقي اسمه محمود عباس، ومبادرة عربية حقيقية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي قدمت في بيروت عام 2002 .
كل هذه العوامل التي وضعها جلالة الملك على طاولة الإدارة الأميركية بالرغم من الموقف الإسرائيلي المتعنت أسست إلى إحياء المبادرة العربية مرة ثانية وبقوة وإعادة تسويقها من جديد من خلال الخطاب الملكي الشهير في الكونغرس وأثمرت هذه التحركات وهذا الجهد الملكي الاستثنائي في إيجاد تفهم أميركي بضرورة إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
يقول السياسي العربي بقي للإدارة الأميركية سنة وستة أشهر والدبلوماسية الأردنية نجحت في استثمار تفهم الاميركان في إقامة سلام حقيقي في الشرق الأوسط .
الفرصة السانحة التي هيأتها الدبلوماسية الأردنية والسعودية والمصرية تخرج العرب من خانة الاتهام الدائم ضدهم بالسلبية لكن عليهم في ظل الإجماع العربي على مبادرة شن هجوم دبلوماسي مركز لفرض الرؤية والموقف فيما يتعلق بملف التسوية السلمية بهدف إعادة تكثيف الضغط الدولي على إسرائيل على أساس هذه المبادرة.. وعلى العرب استغلال هذه الفرصة التي تستند إلى ثلاث محطات مهمة أولاها: خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في الكونغرس والذي اعتبر بداية هجوم السلام العربي، وثانيتها : قمة الرياض التي من المتوقع أن تخرج بإجماع عربي بخصوص السلام، وثالثتها : تشكيل لجنة عربية تنبثق عن القمة تتولى عملية تسويق المبادرة رسميا وجماهيريا في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والدول الإسلامية من اجل تفعيل العامل الإسرائيلي باتجاه صناعة السلام مع الفلسطينيين، بمعنى أن الغرض منح المبادرة روحا وغطاء دوليا وليس عربيا فقط علما أن الاتصالات الأردنية السعودية مع دول إسلامية مهدت الطريقة لتوسيع دائرة دول الاعتدال التي ستدعم المبادرة العربية .
خلاصة القول انه بعد قمة الرياض سيتبين الخيط الأبيض من الأسود تجاه نوايا إسرائيل بخصوص العرض العربي المتناغم مع رؤية الإدارة الأميركية لتحقيق التسوية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية وبعكس ذلك سيشن العرب هجوم سلام اخر يفضح إسرائيل ويحملها مسؤولية رفضها عملية السلام.