المشاركة السياسية .. ومنتخبنا الوطني لكرة القدم!
د. وليد خالد ابو دلبوح
15-05-2016 08:07 PM
المشاركة السياسية بالمنظور الأردني هي .. "طق الحنك" في السياسة حتى تمل منك السياسة!
هل الفضفضة السياسية عبر الهاتف مع صديق ... تعتبر مشاركة سياسية؟
هل مؤتمرات "البيتي فور" الأجنبية .. ومؤتمرات المناسف الوطنية في شتى المواضيع ... تعتبر ... مشاركة سياسية؟
هل عقد الندوات.. والتفاعلات .. و"الهجوم" بالانتقادات على المحاضر ضيف المنتديات .. قبل التقاط صور "سيلفي" معه او معها.. يعتبر مشاركة سياسية؟
هل عقد اللقاءات الوطنية .. واللجان الحوارية .. والتعبيط والتقاط الصور.. تعتبر مشاركة سياسية؟
هل يعتبر الحراك مع زجاجات المياه .. مشاركة سياسة؟
هل التصفيق .. بغض النظر عن طبيعة الخطاب.. يعتبر مشاركة سياسية؟
هل يعتبر تعيين "زعماء" الحراك في مناصب سياسية مرموقه .. بعيدا عن مطالب حناجرهم .. وبعدما تخلوا عن أنفسهم أولا .. وعن حراكهم "ولي نعمتهم" ثانيا .. مشاركة سياسية؟
هل يعتبر تشكيل احزاب سياسية .. و50 الف دينار اردني لكل حزب.. مع عدم اشراكهم او حتى استشارتهم .. في صياغة قانون الاحزاب.. مشاركة سياسية؟!!
هل الغاء قانون "ازدواج الجنسية" قبل سنوات قليلة.. من الوطنية والمشاركة السياسية؟
هل اقرار قانون "ازدواج الجنسية" بعد سنوات قليلة .. من الوطنية والمشاركة السياسية؟
هل "نشاطات" مجلس النواب الاردني.. في الخدمات وبعيدا عن الرقابه .. تعكس مضامين المشاركة السياسية؟
من المنظور الأردني .. جميع الأجوبة .. تقول .. نعم!
من المنظور ليس فقط الاكاديمي بل أيضا العملي المشاهد للدول الديموقراطية.. الجواب هو .. لا!!
سؤال: طيب ليش لا؟
ان المتتبع لمعاني مفهوم المشاركة السياسة المجردة يجد أنه مهما اختلفت الاجتهادات في تفسيرها وتنوعت الكتابات في شرحها؛ يجد دائما كلمتين موجودتين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في سياق شرح التعريف؛ الا وهما ... كلمة "التأثير" ... و كلمة "الأمل" في التأثير .. كناتج للمشاركة السياسية في مسألة ما.. بغض النظر عن أسلوب المشاركة وأشكالها وأهدافها!
ومن الطبيعي والمنطق ان يكون هذا تفسيراً عقلانياً.. اذ لا داعي للمشاركة في الأصل ان لم يكن هناك "تأثير".. أو أمل في التأثير تجاة قضية أو مسألة ما!
الخاتمة: مشاركتنا السياسية .. تشابه منتخبنا الوطني في المشاركة!
يغلب عادة على منتخبنا الوطني لكرة القدم.. الذي نجله وندعمه، المشاركة لأجل المشاركة في التصفيات ... أما التأهل /التأثير .. فحدث بلا حرج! وكذلك الحال على الساحة السياسة المحلية.. اذ لا يبدو هنالك حتى الان .. تأثير في أي قضية مهمة تدور من حولنا .. لا من قريب ولا من بعيد!
فلا نعرف لماذا هذا جاء ولماذا هذا غادر.. وكيف هذا استلم كمشة مناصب في تخصصات مختلفة .. ضمن مسلسل تسليم الدوريات .. وفي قطاعات متنوعة .. وكأنه هو الوحيد والشلة السعيدة معه يفهمون في كل شيء .. من الجياكة الى النووي ... والشعب.. والحكومة .. والبرلمان .. لا شيء سوى كمبارس.. شاهد ماشفش حاجة لما .. فقط ليُقرر ويُمرر!!
أين الشارع .. أين البيتي فور وأين المناسف عن المشاركة السياسية او عن التأثير أو حتى الأمل في التأثير في جل قضايانا الوطنية؟
في النهاية لا أجد أجمل من مما قاله صديقنا وليم بن.. اذا اوهمت الشعب انه يحكم.. يُصبح محكوما!!