السودان يرفض المحاولات الإيرانية الهادفة إلى "تسييس" الحج
14-05-2016 10:30 PM
عمون - أعلنت الخرطوم اليوم السبت، رفض المحاولات الإيرانية الهادفة إلى "تسييس" فريضة الحج.
وقالت الخارجية السودانية، في بيان وصل "الأناضول" نسخة منه اليوم، إن "حكومة السودان تلاحظ بقلق بالغ المحاولات الإيرانية لتسييس فريض الحج وفرض بعض الشروط التي تنعكس سلباً على راحة الحجاج والمعتمرين وتعريض أمنهم وسلامتهم للمخاطر".
وأكد البيان، رفض السودان القاطع لأي محاولات تهدف إلى "تسييس" الحج، وأعلن تضامن الخرطوم الكامل مع سياسية المملكة العربية السعودية "الرشيدة" في تنظيم إجراءات الحج والعمرة.
وفي الفترة الأخيرة توثقت علاقات السودان السياسية والعسكرية والاقتصادية مع السعودية بعد توتر امتد لأعوام بسبب تقارب الخرطوم مع طهران الخصم الإقليمي للمملكة.
وتجلى هذا التوتر عندما استضافت البحرية السودانية سفن حربية إيرانية 4 مرات خلال العامين 2012 – 2014 على ساحل البحر الأحمر شرقي البلاد.
وكان أول مؤشر على تحسن العلاقات عندما أغلقت الخرطوم في سبتمبر/ أيلول 2014 المركز الثقافي الإيراني وطردت موظفيه "بحجة تهديده للأمن الفكري".
وتلا ذلك مشاركة السودان في الحلف الذي تقوده السعودية في اليمن لمحاربة "الحوثيين" المدعومين من طهران منذ مارس/ آذار 2015، ونشرت بالفعل نحو ألف جندي على الأراضي اليمنية قالت إنهم جزء من 6 آلاف جاهزة لإرسالهم.
وفي يناير/كانون الأول الماضي أعلنت الخارجية السودانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران "تضامنا مع السعودية لمواجهة المخططات الإيرانية"، وذلك بعد ساعات من اتخاذ الرياض قرارا مماثلا ردا على اقتحام محتجين إيرانيين سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد على خلفية إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي(سعودي) نمر النمر.
وأمس الأول الخميس، نفت وزارة الحج والعمرة في السعودية، منعها الإيرانيين من أداء الحج والعمرة، وأكدت أن طهران هي من تمنع مواطنيها من أداء العمرة، وهي من رفضت التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات موسم الحج القادم.
وقالت الوزارة في بيان أصدرته إنها "لا تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة وممارسة شعائره الدينية طالما كان ذلك في إطار الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحج".
وأوضحت أن طهران أصرّت على تلبية مطالب من بينها "تضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي".
واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيرا لحجاج إيران من إقامة مراسم يطلقون عليها "البراءة من المشركين".
وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، روح الله الخميني، حجاج بيت الله الحرام برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين من خلال ترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل "الموت لأمريكا" و "الموت لإسرائيل"؛ باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.
ويعتبر هذا الإعلان عند الخميني واجب عبادي سياسي، وهو من أركان فريضة الحج التوحيدية، وواجباتها السياسية التي بدونه "لا يكون الحج صحيحاً".
وطلب الخميني من الحجاج، الإيرانيين وغيرهم المشاركة فيه، و"إطلاق صرخة البراءة من المشركين، والملحدين في جوار بيت التوحيد".