ضم المعرض حوالي 550 صورة تاريخية منذ عام 1862م وحتى عام 1946، وتوزعت على حقب زمنية مختلفة، والجميل في هذه الصور انها تتحدث عن واقعنا الحقيقي وكيفية معيشتنا ونمط الابنية وازياء اللباس ووسائل العيش المختلفة.

احسنت جمعية ارث الاردن تنظيم هذا المعرض ضمن احتفالات مئوية الثورة العربية الكبرى وبدعم من صندوق الملك عبدالله للتميز، وباعتماد الصورة كمصدر للمعلومات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، والواقع ان الصور المعروضة تحتاج الى دراسة اسقصائية من حيث ان الصورة تعطيك تصورا عن مستوى المعيشة ومستوى حالة الاعتماد على النفس والاعتماد على الذات وحالة الاسرة الممتدة المتعاونة، وايضا تعطينا الصور معلومات عن ازياء اللباس والاحتشام الجميل لسيدات تلك الحقب الزمنية.

وتدلنا صور القرى والتجمعات السكانية على نمط المعيشة في بيوت القية المتقاربة بلا مسافات ولا حدائق كبيرة ولا خدمات اضافية ونستنتج من ذلك التعاون القوي بين افراد تلك المجتمعات، وايضا في نمط الحرف الشعبية التي ننظر اليها كتاريخ الان وكانت هي حاجة في زمانها ، هذه التي كانت ترفد اقتصاد تلك المجتمعات التي ما عرفت المديونية ولا ضيق العيش ولا عانت من التضخم او الانكماش او سطوة الضرائب وغيرها.

وفي الصور العسكرية كانت هناك معلومات عن انواع الاسلحة المستخدمة وما هي الازياء العسكرية المستعملة حينها ، والواقع ان دراسة الصور يحتاج الى جهد بحثي قد يفرز انسايكلوبيديا تستطيع تقديم تاريخنا بالصورة الحقيقية الواقعية.

ابرز المعرض قيمة الصورة وابرز جهدا فريدا لجماعة من الواضح انهم بذلوا جهودا كبيرة في الاعداد والتوثيق مع التقدير لفريق العمل بقيادة الاخ فراس خليفات والتقدير للجامعة الاردنية ومدير المكتبة الدكتور مهند مبيضين وطاقم المكتبة خاصة الانسة خولة الزغلوان والسيدة ايمان العمري .

لا بد من الاشارة ان احتفالات مئوية الثورة العربية الكبرى تمضي بسرعة ، ولا اعتقد ان هناك جهودا تترك اثرا الا مثل هذا الجهد واضيف اليه جهد نادي ابناء الثورة العربية الكبرى الذي طاف ارض الاردن وهو يسير ويقف عند عند كل حجر له اثر في تاريخ الاردن ،وايضا عقده لمؤتمر بعنوان الشباب والثورة العربية الكبرى ، وهناك جهد مماثل كان في جامعة اليرموك بمؤتمر مميز بتنظيم من منتدى الفكر بادارة الدكتور محمد العناقرة ، وما عدا ذلك فهي احتفالات رائعة ولكنها لا تترك اثرا .

كل التوفيق لكل الجهود المخلصة في سبيل تقديم الثورة العربية الكبرى بعد مائة عام على انها ثورة الفكر وثورة الشخصية الوطنية العربية ونهضة امة يحمل مشعلها جيشنا العربي الاردني وقيادتنا الهاشمية.