يلتقي في باريس وزراء خارجية مجموعة من الدول تطلق على نفسها اسم أصدقاء سوريا.
هذه المجموعة من الدول لها مصالح أو مطامع أو اهتمامات في سوريا ليس من بينها الصداقة، لأن علاقاتها مع الحكومة السورية مقطوعة، ووصفها بالصداقة يشبه تسمية الأشياء بعكسها.
في سوريا حالة غير عادية، فالنظام السوري يعبـّر عن نفسه بلسان واحد، في حين أن خصومه متفرقون، وفي كثير من الأحيان متقاتلون.
وإذا لم تكن صداقة هذه المجموعة من الدول موجهة إلى الحكومة السورية فليس معروفاً ما إذا كانت موجهة للإرهاب المتطرف داعش والنصرة، أو للإرهاب (المعتدل) جيش الإسلام وجيش الفتح وأحرار الشام وباقي الحملان الوديعة الساعية للديمقراطية وحقوق الإنسان!.
أصدقاء سوريا المزعومون هم مصدر المال والسلاح وجميع أشكال الدعم الموجه للمنظمات التي تحمل السلاح في وجه الدولة السورية، وهم الأداة غير المباشرة لقتل آلاف السوريين الذين فقدوا حياتهم بسبب الصراع الممتد.
أصدقاء سوريا يبحثون في أمرين: أولهما مساعدة عصابات الإرهاب على الصمود أطول مدة ممكنة، ليس في وجه النظام السوري فقط، بل في وجه الدب الروسي أيضاً، وفي هذا المجال نستذكر أن أميركا كانت تصف مقاتلي القاعدة في أفغانستان بالمجاهدين طالما أنهم يحاربون روسيا.
وثانيهما الإعداد لمؤتمر جنيف آخر لعل بالإمكان إسقاط النظام سياسياً بعد أن فشل إسقاطه حربياً.
مؤتمر جنيف انعقد حتى الآن ثلاث مرات، والعمل جار لعقد مؤتمر جنيف (4)، فما الجديد الذي يمكن تحقيقه الآن ولم يكن تحقيقه ممكناً في المرات السابقة.
إذا كان المقصود نقل السلطة في سوريا إلى (المعارضة) المسلحة فإن الفرصة الآن أسـوأ من أي وقت مضى، فالتنظيمات في حالة تراجع وبداية الاندحار، والقوات النظامية تتقدم تحت مظلة روسية فاعلة.
سوريا الرسمية مدعومة بقوة عظمى ولا تقبل الهزيمة، وأصدقاء سوريا يريدون من أميركا أن تتولى العملية ليشاركوا في الغنائم، لكن الرئيس الأميركي يرفض خوض حرب أخرى في الشرق الأوسط لحساب أصدقاء سوريا.
بأصدقاء كهؤلاء لا تحتاج سوريا للمزيد من الأعداء.
الراي