سيّارة الجيش ليستْ "بوّاقة"
د. محمد عبدالكريم الزيود
12-05-2016 01:16 PM
ربما لم يقصد ذاك العسكري الذي كان يرافق سائق "اللاند روفر" وهو ذاهب في مأمورية ذاك المعنى المباشر "للبوق" أي الخيانة في لغة البدو.. ولكنه عطلٌ يصيبُ الحديد، فجلسَ في ظلّها بعدما عجز سائقها عن إصلاحها، وأصبح " يهيجن " ليطرب القلب منتظرا نجدة زملائه: "سيارة الجيش بوّاقة بأرض الخلا واقطعتْ بيّا".
لكنه شعر أن نيّة السائق إختلفتْ : "بنزين ما صيدها بنزين وشوفيرها واخلف النيّة"..!!
كثيرةٌ تلك الأشياء التي نتفاجأ بها، وتتوقف بلا سبب، ولا يبقى لنا سوى الله وطاقة فرجه وحبله المتين لنلجأ إليه رغم إختلاف النوايا وكثرة الذنوب.
بعد ذلك حاول (الشاويش) بعدما حوقل وهللّ وأعاد تشغيل سيارته، فاشتغلتْ فرطّب القلب فرحاً، وداسَ بقدمه التي أتعبها الحذاء وعرق الصحراء على دعسة البنزين، وكأنّ نبض الدم عاد إلى قلبه منتشيا منتصرا ..!
لم "يبق" العسكر يوما في بلادنا، وظلّ دربهم مصنع البطولة، وسجلهم حافلاً بالإنتصارات، وترك الشهداء سياراتهم ملطخة بالدم والبارود حزينة عليهم وتروي قصص الفداء، كما يغادر الفرسان صهوات جيادهم، ويصعدون أبطالاً ويبقونَ ذكريات.
طوبى للعسكر وطوبى لسيارتهم التي حملت رايات النصر والفخار.