هشام غصيب يحاضر حول البنى المنهجية في كتاب "الرأسمال"
11-05-2016 06:53 PM
عمون - قال الباحث والفيلسوف الدكتور هشام غصيب، ا المفكر الالماني كارل ماركس، أعمق مفكر تناول الرأسمالية بالنقد والتحليل إذ أنه أعطى مفاتيح مهمة من أجل الفهم المعمق لظاهرة الرأسمالية.
ولفت غصيب في محاضرة ألقاها مساء أمس في ملتقى الثلاثاء الفكري الذي تقيمه الجمعية الفلسفية الأردنية في منتدى الفكر الاشتراكي، إلى أن القراءة الماركسية للرأسمالية لا زالت لغاية اليوم تعد قراءة راهنة، و"الدليل على ذلك أن الجميع هرول لشراء كتاب الرأسمال وقراءته في الغرب بعد حدوث الأزمة المالية في العام 2008"، مشيرا إلى أن هذه الأزمة أثبتت كل النبوءات الماركسية حول صيرورة الرأسمالية .
وتزداد أهمية ماركس بحسب غصيب، بسبب استمرارية عصر الرأسمالية الذي لا زلنا نعيش فيه، مشيرا إلى أن ثمانين بالمئة من كتابات ماركس قد عنيت بنقد الاقتصاد السياسي. وقال إن انجاز ماركس الأهم والمدوي كان إصداره للمجلد الأول من كتابه " الرأسمال" عام 1867 والذي احتوى على زبدة تفكيره ومنهجه وأرسى منهجية جديدة في دراسة الرأسمالية. وفيما يخص البنى المنهجية التي ضمنها ماركس في كتاب الرأسمال، اعتبر غصيب أن البنية الاولى هي بنية النقد، موضحا أن النقد بالمفهوم الماركسي يتضمن البحث في النشأة، والبحث في التطور، ثم تشخيص التناقضات، ومن ثم التنبؤ بمآلها، والناقد في كل ذلك هو جزء من عملية النقد لا ينفصل عنها.
والبنية المنهجية الثانية التي شخصها غصيب هي الشمولية، فقد كان منهج ماركس يعتمد على ربط الكل بالأجزاء، وربط الظاهر بالباطن، لأن الظاهر لا يتوحد إلا عبر الباطن الذي أنتجه، مبينا ان ماركس كان يبحث في كل ذلك عن العلاقات الضرورية ولا يقبل بالعرضي. وبخصوص البنية المنهجية الثالثة أشار غصيب إلى أنها تتمثل بالكشف الماركسي لظاهرة الاستغلال الرأسمالي الذي ظل متسترا حتى جاء ماركس وأثبت أن الرأسمالية لا تختلف عن عصور الاستغلال السابقة كالعبودية والاقطاع، فيما البنية المنهجية الرابعة فتتمثل باكتشاف ماركس لقانون مهم هو قانون زوال الرأسمالية الحتمي، مشيرا إلى ان من مظاهر زوالها كما شخصها ماركس تعظيم دور التكنولوجيا على حساب العمل الحي، وتعاظم الأزمات والحروب في العصر الرأسمالي، وميل الربح نحو الانخفاض . وفي الختام اعتبر غصيب أن الفتشية أو الصنمية هي البنية المنهجية الخامسة التي تضمنها كتاب الرأسمال، حيث تختفي العلاقات الاجتماعي بين الافراد لتحل محلها علاقات اجتماعية بين الاشياء . وفي المداخلات أشار الباحث راسم عرابي إلى أن التكنولوجيا لم تعد عملا متخثرا أو ميتا كما وصفها ماركس، بل أنها أصبحت عملا حيا يترتب عليه قيمة مضافة، في الوقت الذي أشار الباحث مجدي ممدوح إلى أن فيلسوف العلم كارل بوبر شخص الماركسية بوصفها نظرية غير علمية، فيما لفتت الباحثة لينا جزراوي الى أن الماركسية لم تتعامل مع قضية المرأة بشكل تقدمي، أما اشار وائل أبو صالحة إلى أن الماركسية اسست لبعد أخلاقي وروحي جديد. بترا