facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




المصالح الوطنية والعالمية


د. سامي الرشيد
11-05-2016 01:42 PM

الحملات الاعلامية المنظمة التي تجاوزت المهاترات والمشاكسات الاعلامية وما تدعيه لحفظ حقوق الانسان، هي أبعد وأخطر مما يظهر, وفي واقعه استخدام غير صحيح للاداة الاعلامية، لتنفيذ سياسة خارجية لعدو يسعى للسيطرة والاستحواذ والعدوان، مستهدفا بشكل مباشر المصالح الوطنية الحيوية وتهديد الاوطان ويشكل خطرا حقيقيا عليها.

تقسم المصالح الوطنية الى اربعة اقسام كما يلي:

1-المصالح العليا
سميت العليا لان الدولة تتزعزع وتنهار ان هي فقدتها كالارض والسكان والبقاء والامن والامان, ويدخل الدين والهوية واللغة والعقيدة ضمن المصالح العليا المعنوية، ويطلق عليها مصالح عليا، لانها ما يشغل فكر المسؤولين على مدار الساعة، والدولة لن تتردد في الدخول في حرب لضمانها وتأمينها وحمايتها.

2-المصالح الحيوية
هي السياسات التي تتبعها الدولة لتأمين المصالح العليا، بالتعاون مع الخارج، كالدخول في احلاف، ومعاهدات دفاعية سرية وعلنية، كحلف شمال الاطلسي وحلف وارسو وغيرهما.
ان عدم تأمين المصالح الوطنية يؤدي في النتيجة لخلق فرص لتهديد المصالح العليا.

3-المصالح الاستراتيجية
هي المصالح المبنية على التفاعلات والعلاقات الدولية الثنائية والمتعددة الاطراف، اقتصادية, ثقافية، سياسية، وغيرها .
انها تشكل محور العلاقات الدولية بكافة اشكالها، سواء ما كان منها على مستوى الفرد او الحكومات او مجموعة المصالح او الدولة ككل .
4-المصالح البعيدة المدى العالمية
هي اقرب للطموحات والامنيات،اي انه ان لم تتحقق فلن تتاثر الدولة بشئ

لكي تتحقق هذه الاهداف والمصالح الوطنية فان هناك وسائل وادوات لذلك، يتم من خلالها تنفيذ السياسة الخارجية للدول تتمثل بما يلي:
ا-الوسائل السياسية، سواء من خلال المفاوضات السياسية الثنائية او متعددة الاطراف او من خلال الادوات الدبلوماسية (السفارات) او الدبلوماسية متعددة الاطراف (المنظمات الدولية) .
ب-الوسائل الاقتصادية
هي جوهر الوسائل التي تستخدم في المفاوضات، كالاسواق التجارية، واسواق المال والاستثمار، واسواق النقد، كالرقابة والحظر التجاري، والتعرفات الجمركية وتجميد المساعدات.
ج- الوسائل العسكرية
يمكن استخدام نوعين من الاجراءات بحسب تقييم الاوضاع على الساحتين الدولية والداخلية (عنيفة كالدخول في حرب), وغير عنيفة كالتسلح المعلن واجراء المناورات العسكرية.
د-الوسائل الاعلامية (الاتصال الدولي)
هي الاداة الفاعلة لتنفيذ السياسة الخارجية،اذ يمارس الاتصال ادوارا مختلفة في عملية السياسة الخارجية،فهو مراقب للشؤون الدولية،ومشارك في السياسة الخارجية،عن طريق ما يقدمه صانع السياسة لوسائل الاعلام واستخدامه لها،وكذلك هو محفز ومثير للمبادرة التي تتخذ في عمليات السياسة الخارجية .

من خلال الوسائل الاعلامية تخلق حركة سياسية تشكل موجة من الراي العام,تفيد المفاوض وتدعم الموقف التفاوضي او تهئ الراي العام الدولي,لتفهم مواقف تنوي الدولة اتخاذها،اوتضعف او تفتت قوى معينة في ضوء التوفيق الحركي للعملية التفاوضية على الساحة الدولية .

لذا ضرورة توظيف الاعلام العابر للحدود والتواصل الشعبي مع الشعوب الاخرى على التوازي،توظيفهما بطريقة صحيحة وحكيمة ومدروسة،لايصال وجهات النظر بطريقة مناسبة للراي العام لدى الدول الشقيقة والصديقة،وشرح السياسات ونشر الحقائق،وتعرية العدو في تصرفاته،حتى يفهمنا الراي العام العالمي كما نحن،لا كما يصورنا اعداؤنا ويشوهون صورنا لدى الشعوب الاخرى،وبهذا يعتبر نصر حقيقي لنا بافهام الشعوب الحقيقة دون مواربة او تزييف .

مما ذكر اعلاه نلاحظ انها نظريات،يمكن ان تطبق او لاتطبق،ولكن مصالح الدول الكبرى هي الاساس الذي يسيرون الدول الاخرى عليه .
على سبيل المثال فان الوضع في سوريا لا يزال تحت البحث لدى الدولتين امريكا وروسيا ولم ينته البحث بعد،حيث المقومات اللازمة لتسوية الصراع ليست جاهزة بعد,وهي لاتزال قيد الاعداد .
ان انعقاد مؤتمر جنيف لا يعني ان الوضع قد اصبح جاهزا للتسوية بقدر ما قد يهدف الى اعطاء الانطباع بان الامور في طريقها للحل،وذلك كوسيلة لتخفيف الاحتقان والتوتر وابقاء جذوة الامل مشتعلة،منعا لانفجار الامور بما ينسجم مع مصالح القوتين الاكثر تاثيرا في الوضع السوري وهما امريكا وروسيا .

لم يدخل الروس لسوريا رغما عن انف امريكا او لاسباب عقائدية او اخلاقية,انما دخلوا فقط لاسباب مصلحية .
لقد دخل الروس لسوريا بالتنسيق مع امريكا للوصول للمياه الدافئة في البحر الابيض المتوسط وتبقي قواعدها في طرطوس،مع المحافظة على امن اسرائيل وعدم الاقتراب منها وهو شرط امريكا .

كان لا بد من وجود تنظيمات معارضة مثل داعش وغيرها،جتى تستطيع امريكا وحلفاؤها من ايجاد العذر لخلق حلف عسكري اقليمي تحت شعار مكافحة الارهاب،لتحطيم وتقسيم وتفتيت الامة العربية وليسطروا على مقدرات هذه الامة ومواردها الطبيعية ومكانتها الاستراتيجية .
ان القضاء على داعش وغيرها من المنظمات،لم يكن هدفا حقيقيا للامريكان وحلفائهم وهم الذين امدوهم بالاموال والسلاح والتدريبات والسيطرة على بعض ابار النفط،وما اعلانهم لمحاربتهم الا ايجاد مبرر لبقائهم بالمنطقة .

لكننا نستغرب ان الامة العربية دون سائر الامم تكفلت بتحقيق امنيات اعدائها،وخاضت الحروب نيابة عنهم،واعادت اوطانها نصف قرن من الزمان الى الوراء على الاقل،وما زالت تمول خرابها وتقتل وتذبح ابناءها بخنجرها،كي ينعم عدوها بالامان ويتقدم للامام .

لكن لو ارادت الدولتان الكبيرتان حل المشكلة السورية,لتوقفوا عن دعم المنظمات بالمال والسلاح والسماح لهم بسرقة النفط وبيعه بابخس الاثمان،ولضغطوا على اسرائيل لاعادة الجولان لسوريا ومزارع شبعا الى لبنان .
لو ارادوا ايقاف الحرب لفعلوا،وتركوا الشعب السوري ليعود لوطنه ليقرر مصيره بنفسه ويعود البلد كما كان لاستقراره وهدوئه .
لكن هذا ليس في مخططهم ولا يرغبون الابقاء على سايكس وبيكو فقط وانما مزيدا من التقسيم والدمار.

ان صحيت الامة وفاقت من سباتها العميق ووحدت جهودها، وعملت علاقات حسن جوار مع كل من ايران وتركيا، لربما وفرت الامكانات الهائلة والصرف على الحروب وانقاذ البنية التحتية والاماكن التاريخية والاثرية والمقدسات والمحافظة على الارواح وتركهم يعملون لصالح وتقدم امتهم وانقاذ وخلق اجيال منتجة ومفيدة ونافعة.

dr.sami.alrashid@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :