العقلانية في قراءة تاريخ الثورة العربية الكبرى
د.بكر خازر المجالي
11-05-2016 01:30 PM
البحث في تاريخ الثورة العربية الكبرى يجعلك تقف عند اكثر من مفترق طرق، وتصطدم بتقاطعات سياسية وتناقضات فكرية، وليس حال زمان العرب ابان فترة الثورة العربية الكبرى يختلف كثيرا عن زماننا، والفرق انه في معادلة اليوم توجد القضية الفلسطينية، ولكن في ذلك الزمان كانت قضايا معقدة صنعها نفس صانعي تعقيدات اليوم،
الاسلام كان منقسما بين مسلمي الشرق في الهند ومسلمي الغرب في مصر واختلاف عن مسلمي الغرب الاقصى.
والاطماع هي ذاتها، اطماع في الاسواق المستهلكة والاستيلاء على الثروات وان كان النفط لا زال في بداياته .
اتفاق الغرب على ان لا يكون في الشرق دولة موحدة
الاتفاق على ان لا يكون للاسلام اي حضور موحد .
وللتأكد من هاتين افتح اليوتيوب وابحث عن الفلم بعنوان تعرف ( على ما يسمى بالثورة العربية الكبرى ) وهو حديث جدا واستمع الى النص بعناية.
من هنا عند الحديث والبحث في تاريخ الثورة العربية الكبرى فلا بد من رسم منهج البحث اولا:
*هل يتجه البحث في الحالة الفكرية التي بدأت تتنامى منذ اواسط القرن التاسع عشر عند العرب؟
**ام يتجه الى مرحلة الصراع المحوري الالماني التركي من جهة والبريطاني الفرنسي من جهة اخرى؟
***ام يتجه الى الحالة العربية التي كانت تتطلع الى الاستقلال وبناء الدولة العربية والسعي لاي تحالف قد يخدم هذا الهدف؟
****ام يتجه الى حالة الوهن التحليلي والادراكي العربي التام الذي ركض فيه العرب للتحالف مع بريطانيا كمخلصة لنا وانها الامل في تحقيق هدف الاستقلال ووحدة ارض العرب؟
*****ام يتجه الى حالة التخبط التي وجد العرب انفسهم فيها بعد الكشف عن اتفاقية سايكس بيكو وبعد ما جرى في مؤتمر الصلح في باريس ، وكذلك بعد تعقيدات انشاء الدولة العربية الاولى في دمشق ، ومن ثم وقائع معركة ميسلون التي هي اقصر معركة في التاريخ نتيجتها انهاء دولة؟
اما البحث في الاسباب والاهداف والقيادات والمعارك والمسارات فهذا هو قوت الثورة العربية الان وهو موضوع مئويتها التي يتركز البحث فيها على الماضي كماض فقط
وهنا نتساءل:
هل لدينا منهج في توظيف الماضي لبناء جيل الحاضر والمستقبل على اساس تشكيل الشخصية الوطنية بابعادها السليمة؟
هل لدينا مواصفات للشخصية الوطنية حتى نقوم بتوظيف هذه المواصفات لتوجيه البحث والتناقش والحوار لانتاج هذه الشخصية ؟
ما هي ادوارنا وكيف نصممها ؟؟
ما هي اسئلتنا واستفسارتنا التي يمكن من خلال افادتنا بشمولية المعرفة عن موضوع الثورة العربية الكبرى؟
هل لدينا تصور لخطط توجيه مؤسسات المجتمع المدني للاسهام في التثقيف الوطني على اساس التاريخ العلمي والحقائق واعتماد منهج الواقعية والعقلانية في الطرح؟
هل نحن مستعدون للاجابة بوضوح وجرأة حول العديد من حقائق التاريخ التي يجب فهمها في ظرفها وليس باسقاط الاحداث الجارية او التي وقعت بعد عقدين او ثلاثة عليها؟
هل ترفعنا عن حالة الاقصاء المقصود لفلان ولغيره من علان وبلان وسلان وكان لدينا ضمير نظيف ونية صافية بصفاء اهل الثورة العربية الكبرى؟
وبعد مائة عام على الثورة العربية الكبرى متى كان لنا مؤسسة بحثية متخصصة تعني بتاريخ المملكة الاردنية الهاشمية حتى ننفذ من خلالها للبحث في تاريخ الثورة العربية الكبرى وغيرها؟
لا شك اننا نعيش دائما في حالة الثقة بقيادتنا الهاشمية ،والثقة بتماسك مجتمعنا ،واننا نعيش حالة من الامن سببها ثقتنا بجيشنا العربي الاردني واجهزتنا الامنية..
ولكن هل نحن في حالة تاريخية صحية وصحيحة، وهل جيلنا الحاضر فيه الاهلية للوقوف على حقائق التاريخ ويستفيد منها في حاضره، وتسهم في تحصين نفسه ضد كل حالات التشكيك وغيرها؟
ودراسة تاريخ الثورة العربية الكبرى بعد مائة عام يمكننا من الاجابة؟
في هذا العام نحتقل بالمئوية وكأننا صحونا مع بدايته.. ولا اعرف ماذا يوجد في جعبتنا من حصاد سنين ما قبل المئوية؟
اعتقد ان الاستمرار في الحديث سيجعلنا ندخل في ممرات تختلف فيها درجة الانارة والتهوية ويختلف ايضا فيها علينا من نلقاهم..
الى هنا نقول اننا لسنا متشائمين ,, فالامل في الجيل الحاضر كبير