السفير لينا .. والمعهد!!!
أ.د عمر الحضرمي
10-05-2016 06:06 PM
لا أدري، حقيقة هذا الغياب الواضح لدى الناس لأهمية الممارسة الدبلوماسيّة، وقبل ذلك، وفوقه، هذا الجهل او التجاهل للدور المحوري الذي تلعبه وزارة الخارجيّة في صياغة مفهوم الدولة، ومتابعة قضاياها. فما أن يطالع البعض خبرا ما، على صفحة الجريده، أو يرى صورة تتعلق بنشاط ما، تقوم به وزارة الخارجيّة، إلا وتراه ينحاز الى أحد سياقين؛ فإما أنه لا يلقي بالاً الى ما يجري، وبالتالي يتجاهل كل الموضوع ومن أساسه، وإما أنه يذهب إلى مطارح الاستهتار فيسكن مع أولئك الذين يتعاطون "النقد من أجل النقد".
لعل أوّل هذه الاحتمالات هو ذلك العنف والقتل "القابيلي" الذي أزهق روح سدس البشر في لحظة واحدة، والذي انساق بدون وعي أو رويّة وراء الاعمال العسكرية والنزاعات المسلحة، وهنا تقول العلوم أن هذه دبلوماسية ولكنها سلبيّة.
أسوق هذا، ليس استكبارا، ولكن دهشة مما يجري على الساحة العامّة، ومما تشهده "المؤسسيّة" الأردنية، من عدم فهم من قبل الناس، ومما يقوم هناك من افتراق بين أطراف السلطة والمواطن.
وفي جزئية ماثلة أمامنا ما توكّل به المعهد الدبلوماسي من مهمة المشاركة في بناء الرؤية الواسعة لمفهوم الدولة، فهو من جانب مستَقرٌ لتحقيق التدريب، ومن جهة ثانية هو المكان الذي تُرسم فيه الخطط وتُوضع فيه المناهج وتُحدد فيه الدروب التي تُنشأ الأسس والمرتكزات لمعنى الوظيفة الإداريّة والمسلكيّة، ليس على مستوى وزارة الخارجية وحسب، ولكن على مستوى مختلف الدوائر.
ولمّا أن كانت "المؤسسة" تقوم على عاتق القائد ورفاقه، فإن هم وضعوا أهدافا واضحة طموحة وممكن إنجازها، كان النجاح المطرح الذي سيصلون اليه بكل تأكيد. ومن ذلك ما تنهجه السفير لينا عرفات رئيسة المعهدالدبلوماسي، حيث تراها متحركة، لا تهدأ، وسائرة لا تقف، ومستشيرة لا تتوحد في قراراتها. كما وأني لاحظت كم هي حريصة على أن تكون صادقة ومجتهدة في تحقيق الأمانة التي حٌملّت لها من قبل وزارتها.
في لقاءاتها مع كل الأفراد الذين يتعاملون مع المعهد، هم بالنسبة للسفير لينا محل التقدير والاهتمام، لذا لا تترك شاردة ولا واردة الاَ وتطّلع عليها وتناقشها مع الكادر الذي يعمل معها، وتضع كل الاحتمالات المؤديّة الى تحقيق هذه الأهداف التي ذكرنا.