تجري وكالة عمون الإخبارية استطلاعاً للرأي العام حول مشاهدة المواطن الأردني للفضائيات والمحطات التلفزيونية وقد أجاب على الاستطلاع لغاية تاريخه ما يقارب 2057 مشاهداً إذ حصل التلفزيون الأردني على نسبة 12% (268) أشاروا إلى أنهم يشاهدون التلفزيون الرسمي، ومحطة رؤيا حصلت على ما نسبته 43% وصوت لها 925، وما نسبته 40% أي ما يقارب 864 أشاروا إلى أنهم يشاهدون التلفزيون الرسمي، ومحطة رؤيا حصلت على ما نسبته 34% وصوت لها 925، وما نسبته 40% أي ما يقارب 864 أشاروا إلى أنهم يتابعون محطات فضائية أخرى.

هذه النسب ليست بجديدة إذ أن كثيراً من استطلاعات الرأي تشير إلى أن ما نسبته 16% يشاهدون التلفزيون الرسمي وهذا يدفع إلى سؤال رئيس كيف لنا أن ننقل صورة الدولة للمواطن؟ وكيف لنا أن نبني رأياً عاماً أردنياً حول قضايانا المطروحة؟

إن الأسباب واضحة للعيان من حيث الضعف والتردي لنوعية البرامج في التلفزيون الأردني وعدم القدرة على مخطابة الجمهور بقضايا تلفت انتباهه وتشدّه لمشاهدة برامج التلفزيون الأردني، وسمعت من أناس كثير أنهم لا يشاهدون التلفزيون الأردني إلا على نشرة أخبار الثامنة مساءً، حقيقة الأمر أن آلية استقطاب المشاهدين تتطلب دراسة المزاج العام للمواطن الأردني وكيفية نقل همومه، ومشاركته في معرفة رأيه، وأي الفئات تكون مستهدفة إذ أن الشعب الأردني "مجتمع فتي" حيث 53% من الشعب دون 20 عاماً وعليه فإن البرامج التي تستهدف ذوق وحسن الشباب تكون مطلوبة جداً لاستقطاب هذه الفئة العمرية لمشاهدة التلفزيون الوطني.

إن إعادة النظر في طبيعة البرامج الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتربوية أمر مطلوب جداً وهذا يتطلب جهداً ودراسة علمية جادة في عمل وإطلاق برامج جديدة تتناسب والذوق العام، ناهيك بـأهمية الابتعاد عن سياسات الإقصاء والتهميش والشخصية في الاعداد والإخراج، إذ أن هناك كفاءات وطنية راقية وعالية المستوى يمكن أن تساهم في دراسة واقع الحال المتردي للتلفزيون الوطني، وإذا توفرت الإدارة حصل التغيير، آخذين بعين الاعتبار أن المواطن الأردني واعٍ تماماً لما يجري حوله ولديه درجة عالية من النقد المسؤول الهادف .

ونتمنى للتلفزيون الأردني أن ينظر إلى المحطة الوطنية الجارة رؤيا والتي حصدت ثلاثة أضعاف ما حصده التلفزيون الأردني العريق في نسب المشاهدة.