المشكلة عند العرب ان كل طرف من الاطراف المتنازعة حاول أن يأكل كل شيء فاختنق .. والمشكلة الأكثر تعقيداً أن الذين دمّروا ، وهتكوا كلّ رمزية وقيمة وطنية جامعة دون أية مبالاة أو مسؤولية في اي بلد عربي دبّ فيه الانفلات هم من يطالبون بعد كل ذلك وبصرامة مضحكة وخرقاء بالالتفاف حول ماهتكوه ودمّروه.
..فالى الشعوب العربية المنكوبة والمتحاربة والمتناحرة مع بعضها أقول : اتقوا الله في أنفسكم واخرجوا من صراعات علي ومعاوية كي ترتقي إنسانيتكم ولا يتقهقر وعيكم الديني أكثر، ذلك أننا جميعاً أبناء اليوم، وبالتأكيد لن يتقدّم عقلنا الفردي والجمعي ما لم نقرّر الانفصال عن حضيض الماضي الرث، متحيزين كما ينبغي للتطلعات الوطنية والإنسانية المشتركة الحديثة لدولكم .
بالفعل فإن من يقتاتون صراعات معاوية وعلي حتى اليوم ، هم السبب الرئيس في إعاقة تجسُّد دولهم الوطنية الحره، وهؤلاء يعيشون كثقالات انشدادية عجيبة في وعي تاريخي عصبوي بائد لا يمتُّ إلى فكرة تحرر دولهم بصلة ، رغم محاولاتهم للانعتاق من ذلك الفخ البدائي الرهيب الا انهم يعملون بشكل مأزوم وحثيث على تأجيج قيم اللا تسامح واللا تعايش في الدين والمجتمع لتبدو عروتهم الوثقى وحجّتهم العظمى كامنة في مخاصمتهم للتطوّر وللتجديد، وبالمحصّلة عدم استيعابهم لكل هذا الكم الهائل من التحوّلات والتغيُّرات الشاسعة على مستوى التاريخ بفعله الحضاري الجديد .. فتباً لثوراتكم البلهاء .. التي ساقتكم الى قاع التاريخ ..