لقد قام الهاشميون بالثورة العربية الكبرى لما رأوا مصابيح الحق قد أطفئت ومعالم العدل قد عطلت وكثر الادعاء بالدين وعمل بالهوى, فكانت الثورة العربية الكبرى أول ثورة تحقق الحلم العربي في العصر الحديث, وكان الهدف الرئيس هو تحرير الأرض والإنسان وتحقيق الدولة العربية المستقلة وإعادة السيادة العربية والمحافظة على القومية العربية الأصيلة, والدين الإسلامي وقد امن العرب جميعا بأهدافها وصمم الجميع على العمل من اجلها, وكان ذلك هو جوهر الثورة العربية الكبرى.

إن الثورة العربية الكبرى قامت على مبدأين, الأول الديني والذي يهدف إلى حماية الإسلام وقيمة ومبادئه النبيلة السامية من الاتحادين الذين اختطفوا الخلافة العثمانية وعملوا جاهدين على تغير صورة الإسلام الحقيقي من خلال ممارستهم وغاياتهم التي تتحدث عن مرتكزات جديدة للدين الإسلامي كتغيير أركان الإسلام الخمسة, وإنكارهم للتوحيد, وهذا ما نراه اليوم من تعرض الدين الإسلامي إلى حرب شرسة وتشويه صورته الحقيقية السمحة السامية من خلال العصابات الإرهابية التي ترفع شعارات الإسلام , والإسلام منها براء الثاني: القومية العربية, جاءت هذه الثورة لتعزز وتحافظ على القومية والهوية العربية والوقوف ضد كل من يحاول القضاء على عروبتهم , إن أهداف الثورة العربية الكبرى ومبادئها كانت سامية ونبيلة وجسدت طموحات الأمة العربية في الوحدة والحرية واستعادة مكانتها بين الأمم. وجسدت معنى المحافظة على الإسلام والعروبة معا لأنها تسعى لخدمة العرب والمسلمين في إن واحد.

إن الثورة العربية الكبرى هي الرسالة التي يحملها القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي في الدفاع عن الوطن وآلامه وعن مبادئ الثورة لأنها الرسالة العربية الأصيلة بقيادة هاشمية طاهرة من إل البيت الذين امن بقيادتهم أحرار العرب.

وبتوجيه ودعم من جلالة الملك المفدى يتطلع الجيش العربي وكل مؤسسات الوطن والشعب الأردني إن يصبح الأردن أنموذج على المستوى الإقليمي والدولي من حيث الإنتاج والاعتماد على الذات رغم قلة الموارد والمصادر الطبيعية والمالية.

ندعو الله العلي القدير إن يحفظ الأردن الغالي بقيادته الهاشمية المظفرة والى مزيد من الرفعة والسمو والتقدم.

* عميد كلية الهندسة-جامعة الحسين بن طلال