أرخبيل العزلة!حلمي الأسمر
10-05-2016 03:28 AM
-1- لوْ كانت سحابة لانتظرت هطولها، ولو كانت زهرة لانتظرت عبيرها، ولو كانت ثمرة لانتظرت نضوجها، ولو كانت قصيدة لانتظرت تمامها، ولو كانت غيابا لانتظرت عودته، ولكنها كل هذه الأشياء ولا شيء منها! -2- أرخبيل العزلة.. كم يكتظ العالم بالوحيدين والوحيدات... كأنه أرخبيل من الجزر المعزولة عن بعضها! -3- يا إلهي...! كم تخفي تلك الابتسامات الجميلة، قلوبا متشققة، ورماد معارك طاحنة، كأنّ ثمة جثة تقيم داخل هذا الجسد الجميل، والحيوية التي تثير الإعجاب، وكأن تلك العينين «الجميلتين» مجرد زجاجتين بلا حياة، وذلك الجسد المتناسق الذي يضج بالجمال، ليس غير «عروس» من البلاستيك! -4- نصحني عابث مرة، بأن أخرج من ذاتي كلما شعرت بالضجر أو الحزن، وقال لي: «جرب أن تكون لست أنت، قد يساعدك هذا الأكروبات النفسي في صناعة بهجة ما» حينما جربت هذه الحيلة، اكتشفت أنني أنا لست أنا، بل تلك الشخصية التي خرجت إليها، وحينما حاولت أن أعود إليّ، لم أجدني، وبالطبع لم أستطع أن أكون تلك الشخصية! -5- تشخيص طبي.. قال لي الطبيب، بعد أن أطال النظر في سحنتي: اتدري ما مشكلتك؟ قلت: لا، لو كنت أدري ما جئتك! قال: بعض الناس تترهل جلودهم، مع مضي العمر، وتترهل مشاعرهم أيضا، مشكلتك أنت، أن الترهلين لا يسيران في خط متواز، فثمة ترهل في الجلد، أما في المشاعر فلا! قلت: وما الحل يا دكتور؟ قهقه برعونة وقال: يلزمك عملية «استئصال» مشاعر! -6- مخافة أن لا ينكسر قلبك لا تحب، ومخافة أن تحب، لِتَكُنْ بلا قلب، ومخافة أن لا يكون لك قلب، من الأفضل أن لا تكون موجودا أصلا.. ولكن ما دمت موجودا رغما عنك، ولك قلب.. فلا بد من أن تحب! -7- هذا الشوق الذي يداهمنا للتمطي على سرير في الغيم؛ يؤكد حاجتنا لجنون فجائي؛ لحماية عقولنا من الانهيار، وتلك الرغبة بالبكاء التي تجتاحنا فجأة، تؤكد أننا أطفال بما يكفي لارتكاب أجمل حماقاتنا! خارج النص: كان يحاول أن يعرف سر الوحدة التي يعيشها، وجفاء الأصحاب له، وفجأة تذكر آخر ما قالته له والدته قبل أن تنتقل للرفيق الأعلى، حيث بدا وجهها المتعب وهي تقول بصوت ضعيف: الله يبعد عنك أولاد الحرام! |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة