زمان كانت هناك بعض المشاهد , اليومية التي لا تغيب عن عيني ..والان إنقرضت ولم أعد أراها ابدا , منها مثلا :- علكة شعراوي ( إس بي) التي ظلت حافظة لمكانها على طاولة البائع , وفي متناول الجميع ...لم أعد اشاهدها في الاسواق , علما بأن السيد شعراوي ..زودنا بكامل مستلزمات الطفولة ...من علكة وشيبس ...
كان هناك ميزان أيضا , مع مجموعة , من القذائف المعدنية التي تستعمل من أجل الوزن وهي موزعة على :- (كيلو , خمسة كيلو , 2كيلو) ولا بد من وجود حجر , بجانبها وهو غالبا ما يستعمل ليدل على فئة (10 كيلو) ...في زمننا حتى الحجارة لم تكن تكذب , وكان الحجر صادقا فإذا وضعته على أي ميزان إلكتروني يعطيك فئة (10) كيلو ...
وكان البائع يعلق في وسط الدكان بروازا لسورة (يس) ..وأنا لم أكن أعرف لماذا كل الدكاكين في قريتنا ..يعلقون هذه السورة ...بالتحديد؟
أهم الأشياء التي كانت تحدث , هو حين تدخل سيدة لشراء (السكر) كنا نفسح لها المجال , ونخرج إلى باب الدكان , وبعضنا كان يذهب بزجاجة الميرندا دون ان يدفع الحساب ...وأنا كثيرا ما غادرت بزجاجة (الميرندا) حضور النساء كان مهما جدا ...فهو يمنحنا الحق بشربها مجانا .
أحيانا كنت أخضع للتحقيق , من صاحب الدكان فذات يوم طلبت علبة دخان (كمال) ..وحين سألني قلت له :- (ابوي) ..ولا أعرف هل أنا الغبي أم القصة مرتبطة بذكاء صاحب الدكان , قال لي وقتها :- ( ابوك بدخن ريم) وأنا حاولت يومها إقناعه بأن أبي قد غير الصنف , أتذكر في اليوم الثاني جرت لي جلسة مطولة من التحقيق , والمشكلة أن قضايا الدخان بالتحديد تمنح الجميع حرية الصفع بدءا من الأب مرورا بالأخ الأكبر ...وإنتهاء برفاق السوء في الحارة , والذين يصلهم الخبر ويبدأون بمناداتك :- (ابو الدخان ) ويلحقونها بكلمة (إخس) ....
لم تعد تلك الدكاكين موجودة , والأيام تلك راحت ...والزمن ذاك غاب إلى غير رجعة , وحتى منتجات شعراوي صرت أفتقدها ....
كل ما أريد قوله , هل من الممكن سيد شعراوي أن تعيد لنا زمنك الجميل ..عبر منتجاتك , التي صنعتها وغلفتها بالحب والبساطة ...
يبدو أن الدكاكين تحولت لأوطان , والبشر صاروا سلعا على الرفوف..
الراي